Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الأمـيرات فـى الحـيـاة الإجـتماعـية المـصـريـة (1863 - 1952) /
المؤلف
أحــمد، محمد الســـيد فــريد طــه ســيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد الســـيد فــريد طــه ســيد أحــمد
مشرف / نهى عـثـمان عــزمى
مشرف / مـجـدى الســيد حـشـيـش
مناقش / محمد رفعت الإمام
مناقش / دعاء عادل قنديل
الموضوع
الأميرات. الأميرات- الحياة الاجتماعية. الحضارة الفرعونية.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
429 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/6/2015
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - كلية السياحة والفنادق بالسادات - قسم الإرشاد السياحي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

تربعت أسرة محمد على على عرش مصر منذ عام 1805 حتى قيام ثورة يوليو عام 1952، وعلى الرغم من الدور الإجتماعى الذى لعبته أميرات الأسرة وبخاصة بداية من عصر الخديوى إسماعيل وحتى قيام ثورة يوليو1952؛ إلا أن الصورة التى استقرت فى الوجدان المصرى عن أمراء وأميرات أسرة محمد على صنعتها فى الغالب كتابات صحفية أو روايات تحولت إلى أعمال سينمائية بعيداً عن الواقع العلمى، تستحق إعادة النظر... فجانب من هذه الصورة قدم هؤلاء أناساً غلاظ القلوب يتعاملون مع المصريين باستعلاء واضح وانعزال عن باقى طوائف الشعب، وانصب اهتمام الأميرات على المجوهرات والسفر فقط، وهذا صحيح ولكن بشكل جزئى!. والآن بعد أن مضى على انقضاء حكم هذه الأسرة ما يزيد على النصف قرن، إلا أن مقتضيات العدالة التاريخية تستوجب لإستكمال الصورة البحث فى كافة الجوانب الأخرى واستجلائها، حتى ولو لم تكن متسقة مع ما سبق تقديمه؛ وهو ما دفع الباحث إلى اختيار هذا الموضوع محوراً لدراسته الحالية.
وهناك العديد من تعريفات الدور، فقد عُرف بأنه أسلوب الفرد فى المشاركة فى الحياة الإجتماعية، وعرفه كوتريل بأنه أسلوب شائع ينظم مشاركة الفرد فى المجتمع حسب حاجاته ومتطلبات البناء الإجتماعى، ويُعرف الدور فى الخدمة الإجتماعية بأنه الفعل الذى يشير إلى تعبير الفرد عن ذاته فى إطار البناء الإجتماعى، وهناك مجموعة من العوامل التى تؤثر على أداء هذا الدور وتحدد كيفية أداءه منها: الأنماط الثقافية، وهى التى تحدد الحدود المختلفة للأدوار، المعايير التنظيمية والقيم، التنشئة الإجتماعية.
ومنذ بداية عصر أسرة محمد على، طُبق نظام الحريم السلطانى المُتبع داخل القصور العثمانية، حيث كان الحريم المصرى فى جوهره صورة مصغرة لما كان عليه الحريم السلطاني في الدولة العثمانية، وتميز هذ النظام بالتشدد والجمود والقواعد الصارمة والإنغلاق والإنعزال التام عن باقى طوائف الشعب، فكانت الأميرات بداية من عصر محمد على يقضين النهار منزويات فى أماكن الحريم من القصور دون أدنى مشاركة فى حياة المجتمع المصرى أو الخروج من نطاقه الضيق، وكان دورهن قاصراً على إنشاء بعض الأوقاف الخيرية والتبرع لإنشاء المساجد فقط، وقد ظل الحال على هذا المنوال حتى منتصف القرن التاسع عشر وتولى الخديوى إسماعيل مقاليد الحكم.
ففى إطار نطاق التحديث الذى تم فى عهد الخديوى إسماعيل كان غريباً، بل من المستحيل أن يبقى نظام الحريم العثمانى بكل نظمه وعاداته وتقاليده العقيمة، ولذلك بدأ بنقل الكثير من العادات الأوربية إلى المجتمع المصرى والتى كان أبرزها، دور المرأة فى الحياة العامة، ولذلك عمل على منح الأميرات حرية الخروج من الحريم، ثم عمد إلى إلغاء كافة الحواجز بين العالم الغربى والمصرى خاصة فى الحياة الإجتماعية والعادات والتقاليد، ومنع كل تجاوز قد يعيق ذلك الإحتكاك. فسمح للأوربيات بالزيارات المتعددة للحريم بل والإقامة داخله، وكان هذا الإختلاط من أهم العوامل التى ساهمت بشكل جذرى فى تغيير العادات داخل الحريم، فلم تطأ أى من الأوربيات الحريم المصرى قبل عام 1844، فحتى حينما سُمح لهن بدخوله لم يُسمح لهن بالمكوث داخله.
وعندئذ بدأت مجموعة من المؤشرات تكشف عن أن نظاماً جديداً فى طريقه إلى الظهور، ومن هذه المؤشرات، أن زوجات الخديوى إسماعيل قد خرجن من مجلسهن فى الحريم للمشاركة فى الحياة العامة المصرية وبمقاييس ذلك العصر فقد كانت مشاركة فريدة لا مثيل لها، وقد نُشرت العديد من الصور عن حياة الحريم الداخلية خلال عصر الخديوى إسماعيل على أيدى الأوربيات، والتى أظهرت مدى الرقى والتطور الذى حدث فى عهده، والذى لم يشهده الحريم فى أى من الفترات السابقة. ومن هنا ظهرت بوادر التحرر من قيود وأغلال الماضى، وبدأت الأميرات تشترك بنصيبها فى النهضة الإجتماعية والأدبية، ولذلك يسمى عصر إسماعيل ”بعصر التجدد الإجتماعى”. وهذا هو السبب فى بداية الدراسة منذ عهد إسماعيل.
وقد استمر دور الأميرات فى التطور والنمو على مدار الفترات اللاحقة لعصر الخديوى إسماعيل، متأثرة بمجموعة من العوامل؛ منها إنشاء الجمعيات العلمية والثقافية المستقلة، إزدياد حركة إنشاء الجرائد والمجلات العلمية والثقافية، دخول مصر تحت الحماية البريطانية عام 1914، والذى أدى إلى اندماج العديد من طوائف الشعب مع نظام المجتمعات الأوربية سواء من الناحية الإقتصادية أوالإجتماعية، حيث شهدت تلك الفترة نشاطاً واسعاً للجاليات الأجنبية وازدياد تعدادهم بدرجات ملحوظة.
وبتولى الملك فاروق السلطة طالبت المرأة المصرية بحقها فى المشاركة سواء فى المجالس التشريعية والإدارة، وبدأت تناقش حدود سلطة الملك على صفحات الجرائد والمجلات، وهذه الحرية لم تكن موجودة قبل ذلك، والتى انعكست بالتأكيد على دور الأميرات داخل المجتمع المصرى من خلال الظهور على صفحات الجرائد والمجلات أثناء افتتاح المشاريع والمنشأت والجمعيات الخيرية. ومن هذه المتغيرات أيضاً زيادة عدد الصحف النسائية وظهور الإذاعة. كما ساهمت المتغيرات العسكرية التى مرت بها البلاد بداية من بدء الغارات الإيطالية على السواحل الشمالية خلال الحرب العالمة الثانية وبداية هجرة السكان من مناطق الخطر، ثم حرب فلسطين 1948، وقد شكلت هذه المتغيرات أقصى مراحل تطور مشاركة الأميرات فى الحياة الإجتماعية، فلأول مرة تحصل الأميرات على ألقاب عسكرية، وترتدى الزى العسكرى، وتعالج الجرحى والمصابين. كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الأميرات تعدل مسارها، وتصبح مؤثرة على كافة الأصعدة الإجتماعية لتلعب دوراً مهماً فى الأنشطة الخيرية والثقافية والتعليمية، فقد خرجت سيدات من أميرات الأسرة العلوية لتلعب دوراً تنموياً فى حب مصر، ولم يكن هذا الدور مجرد ظاهرة شكلية فقط، لكنه دُعم بالتضحية والعطاء وبذل المال والوقت.
أما عن الدراسات السابقة فعلى الرغم من كثرة الكتب والمراجع التى تحدثت عن المجتمع المصرى فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين؛ إلا أن جميعها انصب حول دراسة حالة المجتمع فقط والتحدث عن النساء دون التطرق إلى دور أميرات أسرة محمد على، بإستثناء دراسة الدكتورة/ أمل محمد فهمى بعنوان: أمراء الأسرة المالكة ودورهم فى الحياة المصرية (1882-1928)، والدكتور/ طارق الكومى بعنوان: أمراء الأسرة المالكة ودورهم فى المجتمع المصرى (1914-1953) والتى تتحدث عن دور الأمراء فقط، دون التطرق إلى الأميرات ودورهن. وهناك بعض الدرسات التى تناولت منشآت بعض من الأميرات وقصورهن دون التطرق إلى الحديث عن حياتهن داخل القصور أو دورهن فى المجتمع، كدراسة الدكتور/ محمد أحمد عبدالرحمن بعنوان: عمائر الأميرة شويكار الباقية بمدينة القاهرة، ودراسة الدكتورة/ هبة مسعد إبراهيم بعنوان: قصر الأميرة سميحة كامل. هذا بالإضافة إلى بعض الأبحاث العلمية التى جاءت بمثابة مقتطفات لا تعبر سوى عن جزء طفيف عن دور هؤلاء الأميرات، ومنها بحث الدكتور/عبد المنعم الجميعى بعنوان: صالون الأميرة نازلى فاضل، والدكتور/ عصام أحمد عيسوى بعنوان: الأميرة چشم آفت هانم، والدكتورة/ هند مصطفى علي بعنوان: الأميرة فاطمة بنت إسماعيل والتى تناولت تحليل وقفية الأميرة على الجامعة المصرية.
وقد واجهت الباحث عدة صعوبات تمثل أهمها فى ندرة الوثائق التى تعالج بعض جوانب حياة الأميرات نتيجة لطبيعة المجتمع المصرى وعاداته التى كانت تمنع ذكر المرأة بصورة مباشرة إلا للأهمية، فكانت عملية البحث فى الوثائق لا تثمر أحياناً فى الحصول على المادة العلمية التى تفيد البحث. هذا بالإضافة إلى أن البحث عن بعض المعلومات كانت تقتضى التعامل مع بعض الجمعيات الخيرية التى ساهمت بها الأميرات والتى ما زالت موجودة حتى الآن، والتى كانت تخشى الكشف عن الأوراق المحفوظة لديها دون سبب، وإن لاح بريق أمل فى الأفق ووافقت إحداها على الإطلاع على بعض من هذه الأوراق، فإنها لا تتيح الوقت الكافى لعملية البحث، فليس لدى بعض من إدارات هذه الجميعات ما يُعرف بمساعدة الباحثين، بل جل ما يعرفونه هو كيفية التضيق على الباحثين فقط، هذا على الرغم من أن بعض من هذه الجمعيات تمتلك مكتبات تابعة لوزارة الثقافة. كما أن الحصول على الأوقاف الخاصة بالأميرات لم تكن متاحة، ولذلك كان المصدر الرئيسى للحصول عليها يتمثل فى سجلات محكمة مصر الشرعية، ولذلك أمضى الباحث وقتاً كثيراً منقباً فى دفاتر هذه المحكمة بين العديد من محتوياتها عن وقفيات الأميرات، كما وجدت صعوبة فى بعض الأحيان فى قراءة بعض كلمات الوقفيات.
وتهدف هذه الدراسة إلي كشف وإلقاء الضوء علي الدور الاجتماعي المتمثل فى دورهن فى الحياة الثقافية والعلمية، ودورهن الخيرى والتطوعى، الذي قامت به أميرات الأسرة العلوية خلال الفترة من عام 1863 إلي عام 1952، وذلك من خلال الإجابة علي عدة تساؤلات منها:
 هل كان للتطور الإجتماعي وتغير طريقة تربية وإعداد الأميرات الذي شهدته مصر علي مدار فترة البحث أثره علي طبيعة وحجم مشاركة الأميرات في الحياة الاجتماعية؟
 متي بدأت وكيف تطورت مشاركة الأميرات في الحياة الاجتماعية المصرية، وما هي محددات ومؤثرات هذا التحرك؟
 إلي أي مدي تأثر دور الأميرات في الحياة الإجتماعية بالأحداث والمؤثرات الداخلية أو الخارجية، ومدي النجاح الذي ترتب علي هذه المشاركات؟
 ما مدي النجاح الذي ترتب علي مشاركة الأميرات فى الحياة الثقافية والخيرية؟
 هل كانت جميع مشاركات الأميرات تهدف إلى إثراء وتحسين أحوال المجتمع المصرى فى المقام الأول .. أم كانت هناك أهداف أخرى؟
وقد تم تقسيم الدراسة إلي مقدمة وثلاث أبواب وخاتمة :
الباب الأول بعنوان : مظاهر الحياة الإجتماعية للأميرات وينقسم إلي ثلاثة فصول ؛ ويتناول كافة مظاهر الحياة الإجتماعية الخاصة بالأميرات داخل القصر الملكى، بداية من القوانين المنظمة للحصول على اللقب، والمخصصات المالية، بالإضافة إلى نظم التربية والإعداد والبروتوكولات الخاصة بهن، والتى حددت أوجه مشاركتهن فى الحياة الإجتماعية المصرية، كما يتضمن مظاهر الإحتفالات الخاصة بهن، والتى عادت على الطوائف الفقيرة بالخير الوفير.
الباب الثانى بعنوان : دور الأميرات الثقافى والتعليمى وينقسم إلي فصلين ؛ ويستعرض مشاركة الأميرات فى الحياة الثقافية كإنشاء الصالونات الثقافية ونشر العديد من الكتب والمؤلفات والمشاركة فى المجلات والصحف والأنشطة الفنية. كما يتناول دورهن فى إنشاء المدارس والمعاهد التعليمية خاصة جامعة القاهرة والمدرسة السيوفية.
الباب الثالث بعنوان : دور الأميرات الخيرى والتطوعى وينقسم إلي ثلاثة فصول ؛ ويعالج دور الأميرات فى الجمعيات الخيرية والصحية الرعاية الصحية والإجتماعية من خلال إنشاء الملاجىء والمستشفيات، وإقامة الأوقاف الخيرية.
وألحقت الدراسة بخاتمة تتضمن خلاصة ما توصل إليه الباحث من نتائج، ويليها ملحق ببعض اللوحات والوثائق التى توضح عن قرب ما وصف داخل الدراسة.
وقداعتمد الباحث علي مجموعة متنوعة من المصادر والمراجع ، من أهمها :
- الوثائق المنشورة وغير المنشورة من وثائق عابدين، وديوان جلالة الملك، وديوان الخديوى، ووثائق أسرة محمد على، وديوان المدارس، والمحاكم الشرعية، ومضابط مجلس النواب، وديوان الأوقاف، وجريدة الوقائع المصرية. وسجلات وزارة الأوقاف.
- الأوراق الخاصة ببعض الجمعيات الخيرية التى ما زالت موجودة حتى الآن كجمعية الهلال الأحمر بمدينة نصر، وجمعية هدى شعراوى(الاتحاد النسائى سابقاً)، وجمعية مبرة المرأة الجديدة(مبرة محمد على والمرأة الجديدة سابقاً)، والتى توضح دور الأميرات الخيرى والتطوعى، ولكن هذه المعلومات تفتقر إلى الترتيب وتسهيل الإطلاع عليها.
- المذكرات الشخصية كمذكرات الأميرة نيڤين عباس حليم والأميرة جويدان، الخديوى عباس حلمى الثانى، الأمير محمد على، الأمير عثمان إبراهيم، أحمد شفيق، هدى شعراوى.. وغيرها، وتكشف هذه المذكرات الستار عن حياة الأميرات الداخلية وبعض من أدوارهن الإجتماعية. بالإضافة إلى الكتب العربية والأجنبية والرسائل العلمية التى تناولت الحديث عن المجتمع المصرى فى أثناء فترة الدراسة.
- الدوريات التى تمثل مرجعاً للعديد من الأحداث التاريخية والمشاركات المجتمعية والخيرية، وهى كثيرة ومتنوعة بدرجة يستحيل معها أن يتم عمل مسح شامل لها، ولكن تم التركيز على الدوريات التى تهتم بالحياة الإجتماعية المصرية والتى تلقى الضوء على دور الأميرات ومساهمتهن خاصة بالجمعيات والأنشطة الخيرية. وأتمنى أن تكشف الدراسة عن دور الأميرات بشكل كافٍ ومستفيض.