الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحاول هذه الدراسة رصد مراحل التطور التي مرت بها الكاتبة المصرية بداية من القرن العشرين وحتى نهايته، فمع تقدم الزمن تحولت الكتابة النسوية من كتابات تنادي بحقوق المرأة في العلم والعمل ككتابات ملك حفني ناصف أو القصص التي صورت استهجان المجتمع الذكوري للمرأة التي استجابت لهذه النداءات؛ فتعلمت وعملت كقصص الدكتورة عائشة عبد الرحمن إلى كتابات إبداعية في نهايات القرن العشرين تتجلى فيها مظاهر الفقد للذات، والشعور بتشتتها، و ضياعها في ظل عالم تحكمه الأنظمة المادية و تحركه الآلات، فغلب طابع الذاتية على الكاتبات النسوية، ووقعت الكاتبة تحت براثن تضخم الذات، فتنتقد و تهدم ثقافة كل ما هو ذكوري وتحتفي بكل ما هو أنثوي، وتمنح أدوار البطولة والفاعلية في قصصها لشخصيات نسائية بينما تحصر أدوار الذكور في نطاق الهامش، وأصدق نموذج على ذلك قصة (لابد أن) لسحر الموجي إذ تمنح بطلة قصتها الفاعلية المطلقة في تحريك الشخصية الذكورية التي ألحقت العجز الكامل بها، فالرجل في هذه القصة كالدمية تماما. وبمجرد أن ترتد الكاتبة إلى عالمها الواقعي تكتشف زيف عالمها المتخيل الذي تقلب فيه أدوار البطولة و فيه تتضخم ذاتها الأنثوية كذات تعبر عن كل بنات جنسها وليس بالضرورة ذاتها الحقيقية، فتقع في حالة من الصدام مما يدفع بها إلى وضع نهايات مأساوية لشخصيات قصصها، كقصة (السراب) لجاذبية صدقي و قصة (عالمي المجهول) لأليفة رفعت، حيث انتهت القصتان بجنون البطلة الرئيسية. |