الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد ظلت تراودُني بإلحاحٍ فكرةُ أن أجعل الروايةَ البوليسيةَ في الأدب المصري محورَ دراستي في أطروحة الدكتوراه، بعدما أصبحتِ اليومَ أغزرَ فنون الأدب إنتاجًا على مستوى العالم، ولا يُعزى اختياري لهذا الموضوع إلى ضآلة البحوث في شأنه وحسب, وإنما لأسبابٍ متعددة، بعضُها موضوعيٌّ خاصٌ بطبيعةِ الموضوع في حد ذاته، بما يلاقيه من إهمال النقاد والباحثين, وأخرى ذاتيةٌ تتجسدُ في رغبتيَ الشديدةِ في التنقيب عن هذا النوعِ الأدبي، وبيانِ أهمِّ ما يتميزُ به من خصائصَ وضوابطَ، ثم مقاربتِه بما هو عليه الآنَ من التطور والازدهارِ، وإثباتِ هذه الصِّلةِ، أو بمعنى آخر، إعادةُ طرحٍ لهذا النوعِ الروائي في الأدب المِصريِّ، بوضعِ معيارٍ خاصٍ به، نحتكمُ إليه عند التعامُلِ معه. ووضعُها ضمنَ الخارطةِ الإبداعيةِ للرواية المصريةِ على الدَّوام، وتوصيفُ مساراتِها وتحولاتِها، وشكلِها الذي يميزُها عن غيرها، على يدِ كتابٍ خبروا كتابتَها في كلِّ أشكالِها, بعدما ألمُّوا بكل ما كُتب حولَها في الغرب, وطرقِ بنائِها، واستطاعوا أن يعكسوا من خلالها وعيَهُم الاجتماعي ومرجعياتِهم الثقافيةِ، منطلقين من خلالها نحو الإبداعِ والابتكارِ, وتخصيبِ الخطابِ الروائي البوليسيِّ المصري, ومواكبتِهِ للمستجدات التي تجاوزتِ الْحدودَ، دونَ الوقوعِ في تيار التقليدِ والمحاكاةِ الذي يُلغي هُويتَهم وذواتَهم الفنيةَ. |