الفهرس 
الاطار العام للدراسهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
يواجه العالم الإسلامي في العصر الراهن تيارات فكرية معادية لمبادئ الإسلام وللأديان بصفة عامة، وهى تسعى لغزو عقول الفتية والشباب فى كل أنحاء العالم، وهذا الغزو الفكري الغربي أحدث تغييراً أساسياً، وذلك عندما زرع فى المجتمعات الشرقية الإسلامية مرجعية حضارية أخرى غدت منافساً شرساً لمرجعية وحضارة الإسلام، وتسلل هذا الغزو الفكرى إلى ميادين الحياة الإسلامية تدريجياً، بكثير من أساليب الخداع والغش والتدليس فى خلط المفاهيم ومضامين المصطلحات، وذلك كى لا يستفز الحس الإسلامى فتنتفض الأمة لمقاومته، وخاصة بعد تبعات أحداث 11 سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد شن الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة، حملة شعواء على الإسلام والمسلمين والهيئات والمنظمات الإسلامية العالمية، ونشوء حالات القلق وصراع الحضارات، مما كان لابد معه أن تتأكد ضرورة المقاومة على الساحة الثقافية والتربوية من خلال جهود جماعية تنظيمية، رسمية، وأهلية معترف بها.
وتسعى المنظمات الإسلامية العالمية إلى تحقيق أهداف إنسانية ذات رسالة عالمية- وهى منتشرة في قارات العالم المختلفة- وتتمثل هذه الأهداف في:تعزيز التضامن والتعاون الاسلامى بين الدول الأعضاء والدول الأخرى ،السعي إلى محو التفرقة العنصرية ،دعم السلم والأمن الدوليين القائمين على العدل ،تدعيم الكفاح لتحرير الأماكن المقدسة وللمساعدة فى تقرير المصير.
ومن ثم تتطلب هذه الأهداف تقوية التعاون بين الأعضاء فى ميادين الثقافة والتربية والبحث العلمى، وحماية الشخصية الاسلامية للأقليات المسلمة، وجعل الثقافة الاسلامية محور مناهج التعليم فى جميع مراحله، فضلاً عن نشر الدعوة الاسلامية.
ومن هنا تأتى المنظمات الإسلامية العالمية– غير الحكومية– فى مقدمة مؤسسات المجتمع المدني الهامة فى المجتمع التى تحتاج إلى التخطيط العلمي الدقيق لتعزيز مسارها التربوي، ومن المرجح إذا تم التخطيط السليم لتطوير أداء هذه المنظمات، سوف تأمن إلى حد كبير أن تقوم بدورها التنموي التربوي، بمختلف مجالات التنمية البشرية الشاملة،على وجه ينشد الصحة والسلامة والتوفيق فى ضوء أهداف وتعاليم الإسلام.
قضيــة الدراســة وتساؤلاتها:
لا شك أن المنظمات الإسلامية العالمية التي وجدت فى القرن العشرين قامت ببعض الأدوار المهمة فى مجال تجديد الفكر التربوي الإسلامي أثرت بها الحضارة الإسلامية، وهذا التجديد مرتبط ببعض التحديات والقضايا الإسلامية، رغم أن العديد من الأفكار قد بدأت تهاجم هذه المنظمات وتؤكد ضعفها، وأن القائمين بهذه المنظمات يتحركون فى أطر محدودة مكبلين بإطار تنظيمى ضعيف لا يسمح لهم باتخاذ خطوات إيجابية يحاولون الخروج بالمنظمات من هذا النفق المظلم.