Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاختيارات الفقهية للشيخ أبي بكر الأبهري المتوفى سنة 375 هـ /
المؤلف
حميد، عبد العظيم جبريل مفتاح.
هيئة الاعداد
باحث / عبدالعظيم جبريل مفتاح حميد
مشرف / محمد شرف الدين خطّاب
الموضوع
الفقه الإسلامي - مذاهب.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
372 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/10/2015
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الشريعة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد الكائنات، نبينا محمد وعلىآله وصحبه ومن سار على نهجهم وسلك سبيلهم ما بقيت الأرض والسماوات.
وبعد:
في ختام هذه الرسالة التي عشت معها سنوات، ألخص فيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها:
أولاً: أني عشت طيلة بحثي هذا مع شخصية عظيمة من فقهاء الإسلام، كان لها دور كبير في خدمة الفقه الإسلامي عموماً، والمذهب المالكي خصوصاً.
ثانياً: أن الشيخ الأبهري– رحمه الله –عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين، فقد عاصر ثمانية من الخلفاء العباسيين في بغداد،وقد بدأت الدولة في هذه الفترة تجود بأنفاسها الأخيرة في قوتها، بعد أن كانت قد بلغت أوج عزها، وذروة مجدها في جميع الميادين.
ثالثاً: أن العصر الذي عاش فيه الشيخ الأبهري في أحضان الدولة العباسية كان عصر اضطراب سياسي في الداخل والخارج، كما كثرت فيها الحركات الانفصالية والقلاقل والفتن، وتوالت فيها هجمات الروم وغيرهم على الدولة الإسلامية من كل جانب، مما أدى إلى ضعف الخلافة العباسية وتمزقها، فهو عصر الويلات والنكبات بامتياز.
رابعاً: أن التدهور السياسي أثر سلباً على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فقد شاع الظلم والفساد ونهب الأموال، مما أدّى إلى الصراع الطائفي،والنزاعات المذهبية، بين الخوارج والمعتزلة،والسنة والشيعة، والفقهاء والصوفية، فانتشر الانقسام المجتمعيفي كل أرجاء الخلافة الإسلامية.
خامساً: أنه ورغم التدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته الدولة الإسلامية في هذا العصر، إلا أنه امتاز بنهضة علمية واسعة،ولعل من أهم العوامل التي ساعدت على نشاط الحركة العلمية: تقريب الملوك والأمراء للعلماء والأدباء، وتنافسهم في إكرامهم, وإيلائهم ما يستحقون من عناية وتبجيل ، ولذلك فقد نبغ العلماء في جميع الفنون، وانتشرت المراكز العلمية في كل أنحاء الدولة الإسلامية.
سادساً: أن الشيخ الأبهري يعتبر من أعمدة المدرسة المالكية بالعراق ، فقد بدأت بتلامذة الإمام مالك،كابنمسلمةالقعنبي، الذي لازم الإمام مالكامدة عشرين عاماً، وعبد الرحمن بن مهدي, ثم عن طريق أتباعهم كابن الْمُعَدِّل.وبلغت الذروة في عصر القاضي إسماعيل ، وانتهت بموت الأبهري وخروج تلاميذه من العراق، يقول القاضي عياض:(وبعد موت الأبهري وكبار أصحابه لتلاحقهم وخروج القضاء عنهم إلى غيرهم من مذهب الشافعي وأبيحنيفة،ضعف مذهب مالك في العراق، وقل طلبه؛ لاتباع الناس أهل الرئاسة والظهور).
سابعاً: مما تميز به الشيخ الأبهري الاستقرار، فقد ظل في بغداد طيلة حياته، فكانت الرحلة إليه من أقطار الدنيا، وكان تلاميذه من أكابر العلماء، ومن أشهرهم: أبوبكر الباقلاني، وابن القصار، وابن الجلاب، وابن خويزمنداد، والقاضي عبدالوهاب، والدار قطني، كما تميز الشيخ الأبهري بالموسوعية، فهو عَلَمٌ في القراءات، وعَلَمٌ في الحديث، وعَلَم في الفقه، فكان طلبة العلم يجدون بغيتهم عنده في شتّى الفنون.
ثامناً: أن الشيخ الأبهري جمع بين التدريس والتأليف، فقد ألف كتبا في شرح وتقعيد المذهب المالكي، كما ألف في الردود والمناقشات كما هي عادة فقهاء المالكية في العراق.
تاسعاً: يظهر هذا البحث بشكل واضح مكانة الشيخ الأبهري بين العلماء، وجهوده التي قام بها في نشر المذهب المالكي في أنحاء العراق، فهو بحق من أركان المذهب المالكي كما صرح بذلك القاضي عياض، وإن الناظر في آرائه واختياراته وتعليلاته ليجد أنه بحق يستحق أن يلقب بشيخ المالكية في العراق.
عاشراً: أن هذه الدراسة التي قمت بها ما هي إلا محاولة للتعرف على شخصية الشيخ عن قرب، ومحاولة لجمع ما أستطيع من آراء وتحليلات لأضعها بين يدي القارئ الكريم، خاصة وأن للشيخ آراء قد لا تختلف مع المذهب المالكي فحسب، بل ربما تختلف مع المذاهب الأربعة، وبالتالي فإن هذه الشخصية تحتاج إلى رسائل عدة لتكملة الفائدة وسد النقص في هذا البحث.