Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحرب العراقية - الإيرانية والمواقف الدولية تجاهها (1980 - 1988) /
المؤلف
يونس, محمد عبد الغنى السيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبد الغنى السيد يونس
مشرف / عفاف مسعد السيد العبد
مشرف / محمد عمر عبد العزيز
مناقش / فاروق عثمان أباظة
مناقش / جمال معوض شقرة
الموضوع
الحرب العراقية الإيرانية.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
306 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
14/7/2015
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

اشتملت هذه الرسالة دراسة علمية تاريخية حول موضوع الحرب العراقية الإيرانية والمواقف الدولية تجاهها في الفترة من 1980إلى 1988، متتبعا مراحل الحرب المختلفة ومواقف القوى الدولية المختلفة، وقد خلصت في تلك الرسالة إلى مجموعة من الملاحظات المهمة اجملها في:-
أولاً- لقد اسهمت مظاهر عدة في توتر العلاقات العراقية – الإيرانية ، لوجود قضايا خلافية ذات ابعاد تاريخية وجغرافية وقومية غیر محسومة ، انتهت إلى تقاطعات سیاسیة واهمها الرغبة التوسعية وارادة السيطرة وامتلاك المزيد من القوة ، وطرح الدولتين نفسيهما قوة إقليمية مهيمنة على المنطقة ، اذ لم تخف ايران في سياساتها الخارجية طموحاتها الإقليمية ، وقد احتوت سياساتها على بعدين قومي – اري ، ومذهبي – شیعي ، استخدمتهما لضبط الدولة داخليا ، ولضمان وجود جیوب لها في المحيط العربي لتعزيز تلك الطموحات ، كما نلمسه في حالة العراق الذي سعى ان یكون قوة إقليمية لیس في النظام الخليجي فحسب ، بل في عموم النظام الإقليمي العربي ، وربما كانت هذه الطموحات دافعا وراء غزو الكويت .
كما كان النزاع حول المنافذ الحدودية الاستراتيجية متمثلة في ملكية شط العرب هو الامر الذي مازال یحول حتى اللحظة دون التطبيع الكامل لحركة الملاحة البحرية والنهرية فيه ، وقد اقترن النزاع نسبیا بالسلوك الإيراني الذي اتجه نحو قطع میاه نهري الكارون والكرخة وغيرهما عن العراق، والتي تصب في شط العرب.
بالإضافة إلى الخلاف حول السيطرة على منطقة الخليج العربي ، ومعارضة العراق للنظرة التوسعية الإيرانية في المنطقة واحتلالها لجزر ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى عند مدخل الخليج العربي، ولادعاءاتها في البحرين، والصراع القومي حول إقليم عربستان ، الذي اغلب سكانه من العرب ، اذ كان الإقليم عربیاً غیر خاضع لأى سلطة إقليمية ، حتى معاهدة ارضروم الثانية لترسيم الحدود بین الدولة العثمانية والدولة الفارسية.
ثانياً- أحدثت الحرب تحولات اجتماعية داخل الدولتين تمثلت في استغلال إيران للحرب للتخلص من اللجان الثورية وما ارتبط بوجودها من عنف واضطراب عم أرجاء الدولة ، وبالرغم من استمرار الحرب العراقية الإيرانية واشتداد الضائقة المالية فإن الجماهير قد التفت حول الخميني وتناست مشاكلها الداخلية، وبصفة إجمالية خلقت حالة الحرب نوعا من التماسك الوطني حتى نهاية معاركها سنة ١٩٨٨ وعليه زادت أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعة وكلياتها مع بداية ١٩٨٣ بعد أن حجزت الحكومة لأبناء الشهداء وسكان المناطق النائية ١٥ % من أعداد الملتحقين بالجامعة رغبة من جانب علي خامنئي في اجتذاب أبناء الريف وتعويض أسر الشهداء، كما عملت الحكومة الجديدة على زيادة رواتب العاملين في الدولة منذ بداية عام ١٩٨٣ وخصوصا في المؤسسات الصناعية لترويجها وتدعيمها، أما في العراق فقد قسمت الحرب ضد إيران الشيعة، ووضعتهم في موقف أكثر صعوبة، وتعرضوا للمزيد من المعاناة، رغم أن أكثر من 90 في المئة من الجنود والضباط ذوي الرتب الدنيا من الشيعة، وكانت الخسائر البشرية في العراق أساسا من الشيعة حيث أنها عانت خسائر أكثر من أي مجموعة أخرى داخل العراق، على الرغم من هذا، فقد تم النظر إليهم كطابور خامس، لذلك فقد تم اضطهاد الشيعة بطريقة منهجية على جميع المستويات في المجتمع، وقد أدت هذه السياسات إلى مزيد من المعاناة وخلق إحساس أعمق بالاستياء تجاه السلطة الحاكمة.
أما بالنسبة للسنة فقد كان للحرب ثلاثة آثار مهمة هي ( أ ) الخوف من فقدان السلطة، (ب) أنه تم دعم الحرب من بقية العالم السني العربي، (جـ) أن الحرب وضعت الشعور القومي العربي في مواجهة الشعور الإسلامي للثورة في إيران.
فيما تم اعتبار الأكراد على أنهم الاعداء المحتملين للدولة، وعلى هذا النحو تم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية الوطنية على جبهات الحرب، كما تم إعادة توطينهم. وكثفت هذه السياسات تطلعاتهم الوطنية ومطالب الحكم الذاتي وتطوير نضالهم.
ثالثاً- انتهت الحرب العراقية الإيرانية بضعف للقوة الإقليمية لكل من البلدين، وأعطت مبررًا قويًا للدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة للتواجد العسكري في الخليج، وكانت إسرائيل هي الطرف الأكثر استفادة من هذه الحرب بإهدار قوة هاتين الدولتين في معارك لا طائل منها.
رابعاً- كرست الحرب سياسة المحاور السياسية التي أثرت في موقف الدول العربية وأضعفت الدور العربي في السياسة الدولية، وقد كشف الموقف العربي من الحرب العراقية – الإيرانية عن مدى تأثير النظام العربي في تفاعلات النظام الإقليمي الخليجي، فالانقسام العربي حول عملية السلام الذى قادته بغداد ضد مصر عامي 1978و1979 انعكس سلباً على الموقف العربي من الحرب العراقية – الإيرانية على مستويين، أولهما : ضعف هذا الموقف العربي في التأثير الفعال في مجرى الحرب، وثانيهما : انقسام الموقف العربي حول الحرب بين مؤيد للعراق ومؤيد لإيران، ومن أخذ موقفاً غير منحاز للطرفين.
وهكذا فإن النظام العربي بقدر ما سعى للتأثير في تفاعلات النظام الإقليمي الخليجي كان الأخير لديه القدرة هو الآخر، وربما بدرجة أقوى على التأثير في تفاعلات النظام العربي، إلا أنه بشكل عام لم يكن الدور العربي محورياً في التأثير في مجريات الحرب العراقية - الإيرانية، لأن القوى الدولية كانت صاحبة التأثير الأهم إلى جانب المؤثرات الداخلية الخاصة بالنظام الإقليمي الخليجي.
خامساً- كما حدث في الستينات من تفاعل إيراني – عربي تكرر في الثمانينيات، إذ عادت دول عربية تستخدم إيران في التأثير في التوازنات العربية – العربية لصالحها، أما إيران فقامت من جانبها باستخدام تحالفات تكتيكية لخلق بيئة إقليمية أكثر تجانساً واتساقاً مع مصالحها الخاصة، فقد تدعم التحالف السوري – الإيراني بشكل أساسي بسبب التنافس السوري مع العراق، كما استخدم السوريون إيران أداة لكبح النفوذ الإسرائيلي ونفوذ منظمة التحرير الفلسطينية، ولتوسيع نطاق نفوذها في لبنان كما وقفت سوريا بجانب دول الخليج العربية لتحجيم التهديد الإيراني ضد هذه الدول مقابل ألا تتخذ سياسات مناوئة لسوريا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، فقد وقف السوريون ضد التهديدات الإيرانية للدول الخليجية لكنهم وقفوا بجانب إيران ضد العراق دون حدوث تحول في ميزان القوى، وعلى نحو مشابه استخدمت الدول الخليجية الخطر الإيراني كذريعة لإعادة مصر إلى جامعة الدول العربية كموازن للقوة الإيرانية في قمة عمان عام 1987.
سادساً- كانت الحرب العراقية الإيرانية في مقدمة العوامل المؤثرة والموجهة للعلاقات الدولية في منطقة الخليج ليس فقط على مستوى البيئة الاقليمية، والتي اختلفت ردود أفعال دولها تجاه هذه الحرب ما بين متفرج ومناهض ومؤيد، ولكن على مستوى المجتمع الدولي أيضاً ويأتي في مقدمته القوتان العظميان، والحقيقة التي لا جدال بشأنها في منطقة الشرق الأوسط هي أن مركز الثقل السياسي قد بدأ يتحرك تدريجياً منذ عام 1973 من حوض البحر الأبيض المتوسط في اتجاه الخليج العربي، ثم ازداد معدل سرعة هذا التحرك عام 1979 بعد اندلاع الثورة الإيرانية وسقوط نظام الشاه.
سابعاً- كما أوضحت هذه الرسالة مدى إخفاق المنظمات الدولية في إيجاد تسوية سريعة للصراع، كما أوضحت مدى محدودية الدور الذى تلعبه تلك المنظمات تجاه الكثير من المشكلات الطارئة، مما يثبت مقدار العجز الذى تواجه تلك المنظمات داخل منظومة العلاقات الدولية المتشعبة والتي تحكمها مصالح الدول الكبرى التي تستطيع أن تملى إرادتها على غيرها من الدول، بما يتوفر لديها من القوى والإمكانيات الهائلة.
وهكذا أبرزت تلك الدراسة الأهمية الشديدة للحرب العراقية الإيرانية لما أحدثته من تحولات خطيرة داخل المنطقة بأكملها وداخل النظام الخليجي والعربي والإقليمي، مما كان له أبلغ الأثر في تغير دفة التحولات والاستراتيجيات العالمية والتأثير القوى في النظام العالمي، والذى شهد تغيرات قوية وغير مسبوقة كان للحرب العراقية الإيرانية أبلغ الأثر فيها.