الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لم تكن المرأة بعيدة عن المعضلا التي واجهها المجتمع الإسرائيلى , بل كانت طرفا من أطراف تلك المعضلات , وخاصة أن صراع المرأة لم يكن فقط مع المجتمع , بل كانت المرأة أيضا فى حالة صراع مع الديانة اليهودية التي كبلتها بقيود عديدة , أرادت المرأة أن تزيح عن كاهلها مثل هذه القيود. ونظرا لأهمية دور المرأة داخل أى مجتمع , فقد اعتنى جزء كبير من الآداب العالمية بالمرأة ودورها فى المجتمع , فلم يخل أى أدب من الالتفات ناحية المرأة دراسة ونقدا. والأدب العبري بطبيعة نشأته وتطوره مصبوغ بصبغات متنوعة ومتعددة متأثرة بالآداب المختلفة , وعليه فقد سار على نهج الآداب الأخرى تناول المرأة فى كافة دروبه. المجتمع الإسرائيلي ليس كغيره من المجتمعات فى أى دولة أخرى من الدول التى لها ثقافة تاريخية متوارثة , ولها طابع انسيابي فى طبيعة العلاقات المتبادلة بين أفرادها , وإنما يفتقد لمثل هذه العوامل التي تجعله مجتمعا متوائما , فهذا المجتمع لم يكن إلا بمثابة البوتقة التي انصهر فيها اليهود القادمون من البلدان المختلفة –شرقية كانت أم غربية- وكل يهودي كان قادما وفى جعبته ثقافته التي اكتسبها من المجتمعات القادم منها فحاولت الصهيونية طمس كل هذه الثقافات وإخفاء معالمها وإعادة صياغتها كثقافة جديدة ينتهجها الجميع. يمكن القول إن الصهيونية قد نجحت فى صياغة هذا المجتمع إلا أنها لم تفلح فى محو خطوط التماس المتواجدة بين فئات المجتمع , وهذا يعنى أن هذا المجتمع ظل يحمل هوية الثقافات المتعددة. ومن ثم صار هذا المجتمع أرضا خصبة لولادة العديد من المشكلات التى تتعلق بواقع الطوائف والثقافات المتعددة فى هذا المجتمع , ومن هنا صار الأدب العبري بمختلف ألوانه يضرب بقيثارته ليصيغ لنا سجلا مكتا بالصور الحقيقية التي يعيشها هذا المجتمع مستخدما الرمزية تارة والواقعية تارة أخرى. |