Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأطماع الصهيونية في مياه الجنوب اللبناني 1917 – 1982م /
المؤلف
حسين، محمد توفيق محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد توفيق محمد حسين
مشرف / آمال كامل السبكي
مناقش / رأفت غنيمي الشيخ
مناقش / آمال كامل السبكي
الموضوع
الصهيونية. الإستعمار فى البلاد العربية.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
269 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 269

from 269

المستخلص

تناولت الدراسة موضوع الأطماع الصهيونية في مياه الجنوب اللبناني ”1917-1982م” ، وأوضحت أهمية المياه بالنسبة للحركة الصهيونية في إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، واعتبارهم الموارد المائية قضية أساسية، تساعدهم على الاستقرار وتوفير مقومات الحياة للمهاجرين الجدد. كما بينت ما مثله الموقع الجغرافي لجنوب لبنان واحتوائه على الكثير من الموارد المائية من حافزٍ للحركة الصهيونية، ومَثَّلَ التوسع فيه أحد أطماعهم الأساسية ، لجعله الركيزة التي ينطلقون منها إلى الوطن العربي لتوسيع رقعة دولتهم المنتظرة، كذلك أبرزت الدراسة التعاون الكامل بين الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية . كذلك أكدت الدراسة سعي اليهود الدائم لاستغلال كافة الوسائل التي تتيح لهم الوثوب على الأراضي اللبنانية ، وأبرز مثال لذلك وقوع بعض الإقطاعيين اللبنانيين فريسة أمام الإغراءات المالية التي قدمها اليهود ؛ وذلك دون وعي لهدف اليهود من وراء ذلك. كما أوضحت أيضا تصور هرتزل للأرض التي يريدها لبناء الدولة الصهيونية بحيث يكون لها منفذ بحري ليساعدها على المشاركة في التجارة العالمية ، كما أكد عقب مؤتمر بازل في سويسرا عام1897م وضعهم أسس الدولة اليهودية التي ستمتد حتى نهر الليطاني(بلبنان) ؛ نظرًا لندرة الثروة المائية في فلسطين وازدياد أعداد المهاجرين اليهود. و أكد نفس المعنى حاييم وايزمان - رئيس المنظمة الصهيونية وقتها- بتأكيده أن عزل فلسطين عن الليطاني ( بلبنان) لن يحقق لهم الاستقلال الاقتصادي . كما تابع تأكيد الأهداف الإسرائيلية في الأراضي العربية تيودور هرتزل بتأكيده أن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة و القديمة هم مهندسوا الماء، الذي يتوقف عليه كل شيء من تجفيف المستنقعات إلى ري المساحات المجدبة، وإلي إنشاء معامل توليد الطاقة الكهربائية من الماء ؛ مما يؤكد أهمية الموارد المائية واستغلالها في قاموس الاستراتيجية الصهيونية قبل إنشاء الدولة وبعد إنشائها. وأوضحت الدراسة أيضا تأثير الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في شؤون لبنان داخليا وخارجيا ، فقد أظهرت انقسام المجتمع اللبناني لعدد من الطوائف التي تصارعت من أجل الحصول على السلطة ،فكان واضحا استغلال النفوذ الأجنبي لتلك الصراعات الطائفية التي أثرت على أوضاع لبنان السياسية ، حيث بحثت كل طائفة عن قوي أجنبية تقف بجوارها وتساندها ضد الطائفة الأخرى من أجل الوصول إلى الحكم أو الحصول على مقاعد في البرلمان اللبناني. كما بينت الدراسة اتخاذ الدول الأوروبية الخلاف الديني بين الطوائف اللبنانية ذريعة لتدخلها في شؤون لبنان الداخلية ، فكانت فرنسا أسبق الدول في التدخل في السياسة اللبنانية ؛ نظرًا لعلاقاتها بالأكثرية الساحقة من السكان الموارنة ، فقد أصبحت فرنسا حامية الكاثوليك في الشرق بعد حادثة 1860م ، كما برز دور فرنسا ونفوذها بانتشار اللغة الفرنسية في لبنان وجعلها لغة أولى في معظم الأسر المارونية وبعض الأسر الإسلامية ، إلا أنه مع جلاء القوات الفرنسية 1946م أصبحت اللغة العربية مرة أخرى لغة البلاد الرسمية . كما أبرزت الدراسة أيضا أن فرنسا لم تكن بمفردها وأنها هي من تتحين الفرصة للتدخل في شؤون لبنان بل ظهر الدور الأمريكي بعد تأييده للحلفاء في الحرب العالمية الثانية ؛ مما أدى لانتصار الحلفاء ( بريطانيا – فرنسا –الاتحاد السوفيتي ) على المحور ( ألمانيا – إيطاليا – اليابان)، وبعد الحرب بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لميراث النفوذ الفرنسي والبريطاني هناك ، فعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بلبنان ترجع لهجرة اللبنانيين إلى أمريكا وما حققوه من نجاحات ، وكذلك الصلات التاريخية منذ نزول المبشرين البروتستانت للبنان عام 1832م وتأسيسهم الجامعة الأمريكية في بيروت 1866م، وأصبح هدفها سياسيا وليس تبشيريًّا كما بدأ ، وعلاقاتها بلبنان استمرت تسودها المودة، ومنها الاتفاقية المعقودة بينهما من أجل تنمية لبنان، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت موالاة اليهود بتقديم المشروعات على حساب الدول العربية متناسية حقوقهم المشروعة في أراضيهم ومواردهم الطبيعية خاصة المائية. كما أكدت الدراسة أيضا استغلال إسرائيل للأوضاع السياسية اللبنانية ، خاصة الوضع الطائفي المتردي والشائك، وأصبحت تدبر الفتن الطائفية لتحقيق أهدافها الخاصة بإشغال لبنان داخليًا في الصراعات الطائفية لتسيطر على مواردها المائية خاصة موارد الجنوب اللبناني، وبسط سيطرتها على مزيد من الأرض اللبنانية. كما أن الاتحاد السوفيتي لم يقف في موقف المتفرج بل ظهر في لبنان وزاد من علاقاته بالطائفة الأرثوذكسية في لبنان لكي يضع نفسه داخل معقل الأحداث ، وكذلك بريطانيا التي استغلت الصراعات بين الموارنة والدروز والتدخل في شؤون لبنان بحجة حماية الدروز. كما أوضحت الدراسة كيف تعددت أيضا الأحزاب السياسية اللبنانية وظهرت صراعاتها ، لتؤثر بالسلب على أوضاع لبنان السياسية ، لما كان لبعضها من أداورٍ مؤثرة في الحروب التي وقعت في لبنان. كما بينت الدراسة دور الأوضاع الاقتصادية الحيوي والمهم في الشؤون اللبنانية داخليا وخارجيا حيث مثلت الزراعة موردا أساسيا في الاقتصاد اللبناني ، بالإضافة إلى الصناعة والسياحة والاصطياف والتجارة الخارجية من صادرات وواردات وآثار لبنان التاريخية والطبيعية التي تعتبر جميعا عنصرًا أساسيا في قوة الدولة السياسية. كذلك أثرت الأوضاع الثقافية في لبنان تأثيرا كبيرًا ، فقد تأثر اللبنانيون بالمبشرين الذين وصلوا إلى لبنان خاصة المجموعات الإنجيلية الأمريكية ، كذلك مجموعة المبشرين الكاثوليك الفرنسيين، وقد اتجه اللبنانيون إلى التعليم لإدراكهم ما للتعليم من أثر في الكسب المادي واحتلال مكانة ومراكز اجتماعية مرموقة ،ورغبة كل فئة من الفئات اللبنانية في الحفاظ على ذاتها وشخصيتها ومصالحها من خلال إنشاء المدارس لأبنائها سواء من قبل مؤسسات أو أفراد أو جمعيات ؛ مما ساعد على زيادة الهوة و الفرقة بين الشعب اللبناني. كما أتضح أيضا إصرار الفرنسيين على إنشاء المدارس في لبنان لما لها من أهمية كبيرة في ربط سكان لبنان بإدارة الانتداب وعمليات التجارة والانخراط في مشروعاتهم ؛ لذا حرصوا على تعليمهم مهارات الكتابة والقراءة والحساب وخاصة اللغة الاجنبية . كما أبرزت الدراسة المعالم الجغرافية للبنان خاصة تلك التي يحتويها الجنوب اللبناني وتمتعه بوجود عدد من الأنهار جعلته واحة العرب المائية، و أهمها أنهار الليطاني، والزهراني، والأولي، و الحاصباني والوزاني. كذلك كثرة الينابيع والعيون التي تعد المصدر الثاني للمياه بعد الأمطار، وأيضًا وجود عدد من المدن الساحلية التي تساعد على قيام عملية الزراعة بما تحويه من أنهار وينابيع وعيون، بالإضافة لوجود الجبال التي تغطي أغلب مساحتها، حيث تعتبر حماية وأمنًا لها، كما تتميز سواحل لبنان بخصوبتها، وتشتهر بموانئها كصيدا الصالحة للنقل البحري، والاستيراد والتصدير؛ مما ساعدها على النمو الاقتصادي، ونتيجة لذلك فقد أصبحت مطمعًا لإسرائيل ؛ نظرًا لضائقتها المائية قبل إنشاء الدولة وبعد إنشائها ، كذلك رغبتها في توسيع رقعتها لتحقيق إسرائيل المنتظرة. كما اتضح ما يمثله موقع فلسطين في مركز المنطقة العربية من أهمية كبيرة جعلته محط أنظار الحركة الصهيونية لإنشاء ما يسمى إسرائيل الكبرى ، وطبيعة فلسطين الجغرافية التي جعلته بحاجة لموارد مائية لتساعده على توفير مقومات الحياة للمهاجرين اليهود الجدد، فنهر الأردن يعتبر من أهم مصادر المياه لفلسطين المحتلة بالإضافة إلى نهر العوجا وبحيرة طبريا ونهر المقطع وبعض الأنهار الساحلية كالنعاميين وكيشون ومجموعة من الأودية ، بالإضافة للمياه الجوفية؛ وذلك لا يستطيع أن يفي بكل احتياجات إسرائيل المائية قبل ولادتها على أرض فلسطين وبعدها ؛ لذا وجهوا سياستهم المائية للسيطرة على الموارد المائية في البلدان العربية المجاورة، خاصة لبنان.