الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 276 |  |  |
| | | from | 276 | | |
المستخلص
ومن الموضوعات ذات الأهمية الكبيرة في علم الأصول: تلك المسائل المتعلقة بالفرض الكفائي، حيث إن كثيراً من تكاليف الدين الحنيف يتم أداؤها بصورةٍ جماعية، كالصلاة والحج والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. إلخ، حيث تحقق هذه الفروض والواجبات الجماعية قدراً كبيراً من إراحة للضمير، وإشعار بالوحدة الإسلامية، والأخوة بين المؤمنين، إضافة لما فيها من إغاظةٌ لأعداء الله، حين يرون المسلمين صفاً واحداً وبنياناً مرصوصاً في نظام سوي لا يتشتت أو يتفرق.
وعلى الرغم من ذلك أصحنا نرى اليوم استهانة بأداء فروض الكفاية، نتيجة شيوع روح الاتكالية والاعتماد على الآخرين في أداء الواجبات، فكان أن استهان المسلمون بأداء واجبات الكفاية، على الرغم من أن هذا النوع من الواجبات واجب على الأمة تحقيقه بمجموعه، حيث لا ينجو الفرد من المسؤولية عنه، ولا يخرج من عهدة التكليف بها ما لم تحققه الأمة بمجموعها.
ومن مجموع ما سبق، من إشارةٍ إلى أهمية هذا العلم، وواجب الأمة تجاهه- تأتي رغبتي في البحث في هذا العلم، لعلي أشارك في تقديم شيء من الواجب نحوه، لما في ذلك من الثمرة الكبرى، والفائدة العظمى.
ولما كان هذا الواجب ذا طبيعة خاصة حيث يلزم للقيام به و تحقيقه تهيئة طوائف مخصوصة ذات مؤهلات تجعلها قادرة على ذلك، وكان لابد للقيام بأعبائه من تأهيل تلك الطوائف من بين مجموع الأمة للقيام به حسب تنوع أفرداه، كانت الأمة كلها مطالبة به إيجادا و إنشاء له إن لم يكن موجودا ،ورعاية و تنمية له بعد إيجاده، فجاء هذا البحث إسهاماً في هذا الأمر المهم، فاستعنت بالله، واستشرت أهل الدراية والاختصاص- ثم عزمت على الكتابة فيه معنوناً له: ”أحكام الفرض الكفائي والحالات التي يصير فيها فرض عين، دراسة أصولية مع التطبيق على الفروع الفقهية”.