Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاتجاة الاشراقى فى فلسفة ابى بركات البغدادى/
المؤلف
احمد, محمد سيد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سيد محمد احمد
مشرف / محمود حميدة عبد الكريم
مناقش / احمد محمود الجزار
مناقش / عبد الحى محمد قابيل
الموضوع
ابى بركات البغدادى - فيلسوف. الاتجاه الاشراقى - فلسفة.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
257ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
26/6/2014
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 271

from 271

المستخلص

دوافع اختیار الد ا رسة:
لقد كان وراء اختيارى لموضوع هذا البحث، أسباب عديدة من أهمها، أنه على الرغم من
الأهمية التي يُمثلها أبو البركات في تاريخ الفكر الفلسفي الإسلامي إلا أننا لا نجد فلسفته قد
لاقت الحظ الوافر والاهتمام الكافي بها ؛ فعلى الرغم من مدى عمق فلسفته وأصالة تفكيره إلا
أن هناك جوانب عديدة في فلسفته لم تُبحث بحثاً منهجياً دقيقاً وشاملاً ، ومن أهم هذه
الجوانب، الجانب الإشراقي في هذه الفلسفة، حيث إننا لا نجد سوى دراسة وجيزة لأحد
الباحثين تناولت هذا الجانب من فلسفة أبو البركات(*). ولكنّ هذه الدراسة لم تكن تُغطى أبعاد
الاتجاه الإشراقى وجوانبه عند فيلسوفنا بدرجة تغني عن دراسة هذا الجانب بالتفصيل والتوضيح.
ومن هذا المنطلق فإن هذه الدراسة تسعي إلي تسليط الضوء على الاتجاه الإشراقى عند
أبي البركات البغدادي ، ذلك الفيلسوف الذي لم يأخذ الحظ الوافر من التعريف به وبجوانب
فلسفته، على اعتبار أنه جرت العادة عند باحثي ومؤرخي الفكر الفلسفي الإسلامي-كما يرى
البعض إلى ”أن يكون جُل اهتمامهم منصباً على عدد معين ومحدود من الفلاسفة كممثلين للفكر
الإسلامي، وكأنهم هم وحدهم فلاسفة الإسلام. وليس يوجد غيرهم، وكان هذا العدد يتمثل في
ثلاثة فلاسفة من المشرق العربي هم ”الكندي” و”الفارابي” و”ابن سينا” ، وثلاثة فلاسفة من
المغرب العربي هم ”ابن رشد” و”ابن باجة” و”ابن طفيل”. هذا على الرغم من ثراء الفكر الفلسفي
الإسلامي بالعديد من الشخصيات ذات الثقل الفلسفي والمعرفي ، ولكنهم لم يأخذوا مكانتهم
الحقيقية في الفلسفة الإسلامية ، ومن هؤلاء الفلاسفة على سبيل المثال لا الحصر ”أبو البركات
( البغدادي”.
أهمية الدراسة:
أما عن أهمية الدراسة فإن الباحث لا يزعم أنه صاحب السبق والريادة في هذا المجال،
فلقد سبقه العديد من الباحثين قدموا دراسات جادة حول فلسفة ”أبي البركات البغدادي”،
ولكنهم غضوا الطرف عن الاتجاه الإشراقي عند فيلسوفنا وهنا يكمن المحك الرئيسي في أهمية
هذا البحث ؛ حيث إن سبر أغوار الاتجاه الإشراقي عند أبي البركات البغدادي فيما نعتقد ما زال
خالياً، وهنا يحاول الباحث من خلال هذه الدراسة أن يسعى بقدر المستطاع في أن يسد الفراغ
القائم في فلسفة أبي البركات البغدادي والمتعلق بالاتجاه الإشراقي في هذه الفلسفة ومحاولة
الكشف على ما هناك من جوانب إشراقية في فلسفة أبي البركات.
ومن ثَم يأتي هذا البحث من جانبنا كمحاولة جادة لمعالجة موضوع ”الاتجاه الإشراقي
في فلسفة أبي البركات البغدادي”. ومعالجة شاملة نحاول من خلالها الكشف عن أبعاد وجوانب
هذه المشكلة تلك التي لا نظن أنها قد طُرحت على بساط البحث حتى اليوم.
ومن الدوافع الهامة التي شجعتني على الاهتمام بهذا البحث، أن المكتبة العربية الفلسفية
تكاد تخلو تماما من بحث يتناول هذا الموضوع رغم أهميته ؛ من حيث أنه يكشف عن البعد
الإشراقي في فلسفة أبى البركات.
الدراسات السابقة:
وتقتضينا الأمانة العلمية أن نشير إلى أن هذه الدراسات الجادة التي سبقتنا في تناول
جانب أو أكثر من جوانب فلسفة أبو البركات عندما اطلعنا عليها لم نجد في أى منها معالجة
دقيقة مستوعبة للجانب الإشراقى في فلسفة أبي البركات، ولكن على أية حال فإن هذه
الدراسات السابقة تُمثل جهدا لا يُنكر لأصحابها. ومن أهم تلك الدراسات:
- دراسة الدكتور/ محمد حسيني أبو سعده وهى بعنوان: ”الوجود والخلود في فلسفة أبي
البركات البغدادي”وتتناول هذه الدراسة عددا من الموضوعات التي تتصل بالفلسفة الإلهية عند
أبي البركات البغدادي ومسألة النفس وخلودها بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى.
أما عن أقسام هذه الدراسة فإنها تشتمل على مقدمة، وثلاثة أبواب كل باب مُقسم إلى
ثلاثة فصول، وأخيرا تأتي الخاتمة ونتائج البحث، وسوف يحاول الباحث من خلال هذا التقسيم
لتلك الدراسة أن يعالج الموضوع من جميع جوانبه، مركزا على جوانب ثلاثة:
الجانب الأول: استعراض أهم المصادر الإشراقية في فلسفة أبي البركات البغدادي والتي
أثرت بلا شك في اتجاه أبي البركات الإشراقيكما يؤثر السابق على اللاحق عادة.
وأما الجانب الثاني: فيتمثل في إبراز الإرهاصات الإشراقية السابقة على أبي البركات
البغدادي في الفكر الفلسفي الإسلامي.
وأما الجانب الثالث: وهو أهمها جميعاً فيتمثل في إبراز الجانب الإشراقي في فلسفة أبي
البركات من خلال عرض كل مسألة من المسائل المتعلقة بإشكالية هذا البحث.
أما المقدمة فركزت فيها على بيان إشكالية الدراسة وأهميتها وأقسامها ثم بيان المنهج
الذي اتبعه الباحث في هذه الدراسة.
وأما الأبواب التي تلي المقدمة، فقد خصصتها لبيان موقف أبي البركات من بعض
المسائل التي تتصل بالجانب الإشراقي في فلسفته. ولذا فإني في الباب الأول أحاول أن أكشف
عن المصادر الإشراقية في فلسفة أبي البركات، مُلقيا الضوء على عصره وأهم المؤثرات الفكرية
في هذا العصر الذي تعمره مختلف التيارات الفكرية وتغمره شتى الملابسات المذهبية ويروج فيه
الفكر الصوفي. ولقد قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول:
جاء الفصل الأول بعنوان:أبي البركات البغدادي عصره - حياته - مؤلفاته. ويعرض فيه
الباحث أهم مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في عصر أبو البركات، يلي ذلك عرض
السيرة الذاتية لأبي البركات وواقعة إسلامه ثم يستعرض الباحث أهم مؤلفات أبي البركات وأخيراً
بيان موقف أبي البركات من الفلسفة الأرسطية.
١٢
أماالفصل الثاني والذي جاء بعنوان: أبي البركات بين التصوف والإشراق. ويستهل
الباحث هذا الفصل ببيان مفهوم الإشراق لغة واصطلاحاً يلي ذلك توضيح العلاقة بين التصوف
والإشراق من خلال بيان ماهية التصوف وحقيقته.
ثم بعد ذلك يعرض الباحث للكيفية التي من خلالها شق الاتجاه الإشراقي طريقه إلي
الفكر الإسلامي مع بيان الإرهاصات التمهيدية لهذا الاتجاه حتى وصوله إلى أبي البركات
البغدادي ، ثم نختم الفصل بتوضيح الدلالات الإشراقية في عمدة مؤلفات أبو البركات وهو
كتابه (المعتبر في الحكمة).
وجاء الفصل الثالث بعنوان: مصادر الإشراق في فلسفة أبى البركات. وفي هذا الفصل
سنحاول أن نوضّح مصادر الإشراق في فلسفة أبي البركات البغدادي وهذا من الأهمية بمكان
لمعرفة الأصول الإشراقية التي استند إليها فيلسوفنا في اتجاهه الإشراقى، وقد تمثلت لي هذه
المصادر في خمسة مصادر: المصدر الأفلاطوني، المصدر الأرسطي، المصدر الأفلوطيني،
المصدر الهرمسي، مؤلفات الغزالي.
أما عن الباب الثاني من هذه الدراسة، فيحاول فيه الباحث أن يكشف عن البُعد
الإشراقي في نظرية المعرفة عند أبي البركات موضحاً أثر المعرفة الإشراقية وأهميتها في ترقي
النفس الإنسانية. ولقد قسمت هذا الباب إلي ثلاثة فصول:
جاء الفصل الأول بعنوان المعرفة في فلسفة أبي البركات من منظور إشراقي. ويعرض فيه
الباحث لوجهة أبي البركات الإشراقية في مشكلة المعرفة وذلك من خلال شرح معنى الإدراك
عند أبي البركات البغدادي وبيان أن الإدراك عنده هو لقاء الذات للذات أي لقاء النفس للمُدرك
أياً كان نوع هذا المُدرك سواء كان مُدركاً حسياً أو عقلياً سواء انتمى هذا المُدرك إلى عالم
المحسوسات أو إلى عالم المعقولات (عالم المُثل)، بل وسواء احتل هذا المُدرك أحط درجات
العالم المحسوس أو أسمى درجات العالم المعقول. وقد كان مقصود أبي البركات من التوحيد
بين المُدرك الحسي والمُدرك العقلي هو بيان أن إدراك النفس للشيء عنده، هو نوع من
المكاشفة الصوفية والمشاهدة الروحية التي لا تحتاج فيها النفس إلى وسائط لإدراك موضوعاتها.
١٣
أما الفصل الثاني، فهو بعنوان المعرفة الإشراقية وأهميتها في ترقي النفس الإنسانية.
ونستهل هذا الفصل ببيان كنه النفس عند أبي البركات البغدادي، وذلك من خلال عرض مفهومه
للنفس وأدلة وجودها عنده. ثم يتطرق الباحث إلى توضيح أثر المعرفة الإشراقية وأهميتها في
ترقي النفس الإنسانية.
أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان مسألة خلود النفس الإنسانية من منظور إشراقي. وفيه
يحاول الباحث أن يُبرز الجانب الإشراقي في مسألة خلود النفس عند أبي البركات موضحاً في
ذلك تأثره بالتراث السابق عليه وبخاصة التراث الأفلاطوني والأفلوطيني.
أما عن الباب الثالث من هذه الدراسة، فقد خصصه الباحث لإبراز الجانب الإشراقي
عند أبي البركات في واحدة من أهم المشكلات الميتافيزيقية والتي أولاها عناية كبيرة ، مٌبرزاً من
خلالها نزعته الإشراقية. وهي مشكلة الإلوهية. ولقد قسمت هذا الباب إلي ثلاثة فصول:
جاء الفصل الأول بعنوان: مكانة العلم الإلهي في فلسفة أبي البركات البغدادي. وفيه
يعرض الباحث لمكانة العلم الإلهي في الفكر الفلسفي الإسلامي السابق على أبي البركات ثم
نتطرق بعد ذلك لبيان مفهوم العلم الإلهي ومكانته في فلسفة أبي البركات ونظرته إلى هذا العلم
بأنه هو العلم المفيد النافع وأنه هو الهدف الأسمى والنبيل.
أما عن الفصل الثاني فقد جاء بعنوان:الجانب الإشراقي في استدلال أبي البركات على
وجود الله. وفيه يعرض الباحث لأدلة أنصار الاتجاه العقلي وأنصار الاتجاه الإشراقي لمسألة
إثبات وجود الله. ثم بعد ذلك نتطرق لعرض أدلة أبي البركات البغدادي على وجود الله، حتى
يتسنى لنا الوقوف على أي الاتجاهين كان فيلسوفنا أقرب.
أما عن الفصل الثالث فقد جاء بعنوان: الجانب الإشراقي في مسألة الصفات الإلهية عند
أبي البركات. وفي هذا الفصل سيحاول الباحث التعرف على ملامح الاتجاه الإشراقي عند أبي
البركات في حديثه عن الصفات التي خلعها على الذات الإلهية. فالوقوف على هذه الصفات
ومعرفة رأي فيلسوفنا حيالها كفيل بتحقيق هدفنا في هذا المجال.
ثم جاءت أخيراً خاتمة البحث وعرض فيها الباحث أهم النتائج التي انتهى إليها في هذه
الدراسة.
١٤
منهج الدراسة:
أما عن منهج الدراسة فقد حاولنا في بحثنا هذا أن نعرض لموضوع الاتجاه الإشراقي عند
أبى البركات بمنهج يعالج ما أعرضت عنه أو أغفلته الدراسات السابقة أو عرضت لجوانب تتصل
به في عجالة لا تكشف بدرجة كافية عن فكر أبي البركات، ووفقا لنصوص الفيلسوف وتأويلاتنا
لبعضها أحيانا ومقارنتها بعضها ببعض وبغيرها من الآراء التي سبقته.
على أننا في معالجتنا لموضوع هذا البحث آثرنا انتهاج المنهج التحليلي من حيث، أنه
يُعد من وجهة نظرنا أنسب المناهج وأشدها ملائمة لطبيعة الموضوع وغايات البحث. فبالتحليل
نستنطق النص فتنبعث فيه الحياة من جديد، فيُحدثنا بعد صمت وتنشأ علاقة حميمة مُثمرة بينه
وبين الباحث من شأنها فهم ما ظهر من النص وما بطن، كما يُعرف فحواه ومرماه ومصدره.
ولسنا ندعي أننا في هذا البحث قد بلغنا الغاية التي تسد الطريق أمام كل بحث يأتي بعده
وإنما فقط محاولة تقديم رؤية جديدة يمكن تلمس أهم أبعادها من خلال الدراسة الاستطلاعية
لأهم مؤلفات أبي البركات ”المعتبر في الحكمة” ولكل باحث جهده ورؤاه.
وفي النهاية أتمنى أن يكون هذا البحث قد حقق ما كان يهدف إلى تحقيقه حتى يكون
ثمرة من ثمرات الفكر المفيد في الدراسات التى تهتم بتأصيل الجانب الإشراقي في الفكر
الفلسفي الإسلامي،فإن حقق هذا البحث ذلك الهدف،فذاك فضل من الله،وإن لم يتحقق فيكفي
الباحث شرف المحاولة.