Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فلسفة الدراما الاغريقية عند نيتشه/
المؤلف
حسانين ، هبة مصطفي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هبه مصطفى محمد حسانين
مشرف / رمضان بسطاويسى محمد
مناقش / راوية عبد المنعم عباس
مناقش / ثناء محمد خضر
الموضوع
نيتشة. الفلسفة - دراما.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
208 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تاريخ وفلسفة العلوم
الناشر
تاريخ الإجازة
25/3/2014
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية الآداب - قسم الفلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 233

from 233

المستخلص

يجعل هذا الفكر بمثابة وميض خاطف. ولذلك فقد حرصنا على الحفاظ على طابع أسلوبه مع طرح عناوين جانبيه تتيح فهم هذا العمل الذي يعد اللبنة الأولى لكل أعماله فيما بعد.
من هنا فقد قسمنا هذه الدراسة عن ”فلسفة الدراما الإغريقية عند نيتشه” إلى مقدمة وخاتمة وخمسة فصول جاءت على النحو التالى :
أما الفصل الأول فهو بعنوان ”الفلسفة والدراما” موضحاً وضع الدراما الإغريقية من منظور الفكر الفلسفى فى الحقب الفكرية المختلفة توطئة لمعرفة مكانة نيتشه بين من تعرض لهذا الجانب الفلسفة الأدبي.
في حين أن الفصل الثانى ”فلسفة الحياة فى مرآة الدراما(قراءات فى نيتشه)” يناقش فلسفة الحياة عند نيتشه من خلال الجمع بين قوتي أبوللو وديونيسيوس معاً وذلك من منظور عدد من شراحه المعاصرين الذين تناولوا هذين العنصرين من زوايا متعددة الاتجاهات كالوضعية والعدمية.
غير أنه في حين أننا عرضنا في الفصل الثاني لهذين المبدأين معاً فإنه ابتداءً من الفصل الثالث نبدأ في عرض مفصل لكليهما على حدة فكان الفصل الثالث بعنوان ”الثقافة الأبوللونية” خاصاً بأبوللو الذي يمثل كل ما هو مادى كلاسيكى فى الحضارة اليونانية، وذلك بدراسة علاقة تلك الثقافة الأبوللونية بالمستويات الحياتية المختلفة، كالمستوى الجمالي، والديني، والأخلاقي، والسياسي، والحضاري.
وعلى غرار الفصل الثالث يأتي الفصل الرابع والخاص بديونيسيوس تحت عنون ”الروح الديونيسية” والذي يمثل كل ما هو معنوى رومانسي في الحضارة اليونانية، في خمسة مستويات هي ذاتها المستويات التي يعالجها الفصل السابق.
وأخيراً فإن الفصل الخامس ”التراجيديا وروح الموسيقى” يجمع بينهما مرة أخرى ولكن هذه المرة انطلاقاً من عرضنا ”لمولد التراجيديا”. أما الخاتمة فتلخص ما توصلت إليه الباحثة من نتائج.
وقد انتهجت الباحثة المنهج التحليلي المقارن حيث يعتبر ذلك المنهج الأنسب والأكثر ملاءمة لطبيعة الموضوع وغاياته. فبالتحليل ُيستنطق النص فتنبعث فيه الحياة من جديد. وبالمقارنة ندرك الفروق بين اتجاه وآخر وفكرة وأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك المنهج استعانت الباحثة أيضاً بالمنهج التاريخي النقدي حيث الرجوع للوقائع التاريخية التى أسهمت فى تشكيل فهم نيتشه للحضارة الإغريقية القديمة وما آل إليه الحال في بلاده وفى المجتمع الأوروبي بصفة عامة، فضلاً عن فحص ما توصل إليه نيتشه من نتائج في هذا السياق( ).
وبعد فإن هذه الدراسة هي محاولة للوقوف على جانب مهم من فلسفة نيتشه هو صلة الفكر بالدراما الإغريقية ممثلة فى التراجيديا الإغريقية تلك التي استمرت يشيد بها نيتشه طوال عمله الفلسفى سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والتي استلهم منها جوانب عديدة استفاد منها فى نظرته للفن والدين والأخلاق والسياسة والحضارة... وما إلى ذلك من الجوانب التي مثلت في مجملها فلسفته عن الحياة وعن الإنسان.
تهدف هذه الدراسة إلى تناول الدراما الإغريقية من الزاوية الفلسفية، نظراً لأن علاقة الفلسفة بالأدب بشكل عام قد مثلت جانباً ثريا فى تاريخ الفكر اتضح، على سبيل المثال، فى استخدام العديد من الفلاسفة الشكل الأدبي للتعبير عن أفكارهم مثل أفلاطون وسارتر وجبرائيل مارسيل وغيرهم.
غير أن علاقة الفلسفة بالدراما الإغريقية أخذت بعدا آخرا في فلسفة بعينها وهي فلسفة نيتشهFriedrich Nietzsche التي استلهمت أفكارها من القوى الأسطورية التي حفلت بها التراجيديا الإغريقية.
فمنذ نشأة نيتشه وثمة عنصرين يتصارعان داخله وهما العقل والعاطفة، وكان هذا انعكاساً لحياته الاجتماعية، وعلاقته بوالدته التي مثلت لديه، على غير المعتاد، عنصر العقل والواقع فى حين مثلت علاقته بوالده عنده عنصر العاطفة والرومانسية. وقد مال نيتشه لهذا العنصر الأخير أكثر من غيره فكان غالباً ما يسيطر عليه هذا الجانب العاطفي على حساب العقل، وإن كان في حياته كلها حاول أن يوفق بين هذين الجانبين لأن الحياة لديه لا تقوم على مبدأ دون الآخر مما شكل لديه نوعاً من الصراع الدائم بين هذين المبدأين.
ومن ثم وجد نيتشه فى الدراما الإغريقية ضآلته، والتي عبرت عن ذلك الصراع الداخلي بما تضمنته من حديث عن قوتين أو إلهين أسطوريين. أما القوة فمثلها أبوللو apollo الذى مثل عنصر العقل والواقع والثبات والكلاسيكية، فى حين أن ديونيسيوس dionysos مثل، على خلاف ذلك، قوة العاطفة واللاعقلانية والاندفاع والرومانسية.
ولقد استفاد نيتشه منهما فى تعبيره أولاً عن حياته المضطربة، وثانياً عن فلسفته، فلقد عبرت الدراما الإغريقية بالنسبة له عن جدل الحياة وصراع القوى فيها عن طريق هذين الإلهين الأسطوريين كمبدأين للحياة.
فعلى الرغم من أن بداية نيتشه كانت فنية جمالية تمثلت فى اهتمامه بالتراجيديا الإغريقية وصراع قوتيها على وجه التحديد، إلا أنه سرعان ما توسع بهذا الصراع إلى مستويات حياتية أخرى كالدين والأخلاق والسياسة والحضارة. وقد تبين ذلك فى طريقة كتابته لمؤلفه ”مولد التراجيديا” بل وفى كتابات شراح هذا المؤلف أيضاً.
فبالنظر إلى تلك الأفكار الخاصة بالدراما الإغريقية فى أدبياتها الأسطورية والجمالية ودلالتها الفلسفية يتضح لنا مدى عمق هذه الجزئية واتساعها. فقد شكل هذان المبدآن صراع الحياة في تجددها واستقرارها، صعودها وهبوطها، خيرها وشرها. وهذا ما اتضح في أولى مؤلفاته ”مولد التراجيديا” من روح الموسيقى” الذي مثل اللبنة الأولى التي أسس عليها مؤلفاته الأخرى، رغم أنه في مراحل فكره الأخرى نقد هذا المؤلف بشدة.
غير أن إشكاليات فلسفة نيتشه أو قراءتها، بمعنى أدق، لم تقف عند حدود إشادته بمؤلفه تارة ونقده له تارة أخرى، وطريقته الفاحصة في التعبير عن أفكاره. ذلك أنه في سياق حديثه عن هذين المبدأين بدا وكأنه في جزئيات كثيرة من مؤلفاته ديونيسيا خالصاً حتى أنه وصف نفسه ”بأنه قد أصبح ديونيسيوس نفسه” ( ).
ولما وجد أن روحه قد استغرقت في ديونيسيوس، كان عليه أن يدرس مظاهر هذا المبدأ ووطنه وحضارته التي ازدهرت وروحه التي شاعت بها ممثلة في الحضارة اليونانية.
”فقد كرس نيتشه دراسته الأولى لعلم الفيلولوجيا اليونانية القديمة وهي التي تعنى بدراسة الحضارة اليونانية كلها، وعلى وجه الخصوص، ما يتعلق منها بالأدب واللغة والفن والآثار... وكيف ينفذ من هذا... إلى النظرة الديونيسية للحياة” ( ).
وإلى جانب ذلك التأثير الإغريقي كان هناك التأثير الألماني أيضاً. فقد وجد نيتشه في موسيقى فاجنرWagner تعبيراً عن تلك الروح الديونيسية، وفي الوقت ذاته، وجد في الفيلسوف شوبنهور Schopenhauer أيضاً ممثلاً لتلك الروح وأساسها الألم الذي رآه نيتشه معبراً عن عمق الحياة وإرادتها.
وعلى ذلك فقد رأى نيتشه في فاجنر وشوبنهور وغيرها نماذج درامية متكاملة لدرجة جعلته يكتب إلى صديقه ”إرفين روده Erwin Rohde يقول :
”إن ما أتعلمه، وأراه، وأسمعه، وأعقله، هنا شيء يفوق الوصف. ولتصدقني إذا قلت لك أن شوبنهور وجوته وإيسخولوس وبندار مازالوا أحياءً”( ).
إلا أنه من ناحية أخرى، وفى سياق إشادته بسقراط والمسيح بدا أيضاً وكأنه أبوللونياً خالصاً، فكان أوديب وسقراط والمسيح، فى نظره، نماذجاً لأبوللو الذى مثل الفن التشكيلى والنحت والعمارة اليونانية وكان بذلك دليلاً على استقرار الحضارة، في حين أنه رأى في ”بروميثيوس” Prometheus وشوبنهور، نموذجين لديونيسيوس الذي مثل الموسيقى والتجدد فكان دليلاً على بداية نشأة الحضارة.
إلا أنه يجدر بنا أن نقف هنا قليلاً عند أسلوب نيتشه في عرض أفكاره فى ”مولد التراجيديا” بل ومؤلفاته بشكل عام، فنيتشه يبدأ من فكرة بعينها ثم نجده سرعان ما ينتقل إلى فكرة أخرى تناسب لحظة ما يعايشها، وفى اللحظة ذاتها يرجع إلى الفكرة الأولى التي سبق أن تحدث عنها وهكذا. بما