![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تأتى أهمیة هذه الدارسة من مجرد كونها أول دارسة باللغة العربیة عن فیلسوف مهم هو ”رونالد دوركین”، ولكن أیضاً باعتبارها عرضاً لاتجاه لیب ا رلي أصبح مهیمناً الآن على الفكر السیاسي المعاصر في الأوساط الأكادیمیة وغیر الأكادیمیة. لقد أصبحت اللیب ا رلیة الاجتماعیة في الوقت الحالي مطلباً شعبیاً في جمیع المجتمعات ال أ رسمالیة التي أصبح الظلم الاجتماعي سمة من سماتها بسبب عدم وجود قیود على حریة الأسواق فیها. لم یقتصر ”دوركین” على عرض نظریته في العدل الاجتماعي نظری اً، وٕانما عرض آلیات تطبیق نظریته في الواقع العملي، تلك الآلیات التي یوجد على راسها المبادئ الدستوریة والقواعد القانونیة التي یجب أن تكون تجسیداً للمساواة بین الناس في الاهتمام والاحترام على حد تعبیره، وذلك بالحفاظ على الحقوق الطبیعیة لجمیع المواطنین، وعدم المساس بها إلا بصفة مؤقته وفي ظل ظروف استثائیة للغایة یمثل تمتع الناس بحقوقهم الطبیعیة فیها خطورة أكیده علیهم كما في حالات الحروب الأهلیة التي یتعین فیها فرض حالة الطوارئ؛ وكذلك بالحفاظ على الحد الأدنى من الحیاة الكریمة لجمیع المواطنین من خلال فرض الضریبة التصاعدیة،ومنع الاحتكار، ومراقبة السوق الحر لدرجة فرض قیود علیه إذا ما لزم الأمر. لا تمثل هذه الدارسة مجرد قراءه تحلیلیة مقرونة برؤیة نقدیة إذا ما لزم الأمر للیب ا رلیة الاجتماعیة كما تتمثل في نظریة العدل الاجتماعي عند ”دوركین”، ولكنها أیضاً عرض لحوار أو سجال بین أهم ثلاث نظریات في العدل الاجتماعي في الفلسفة السیاسیة المعاصرة: نظریة ”رولز” التي تُسمى ”العدالة كإنصاف” والتي عرضها في كتابه الشهیر ”نظریة في العدل” ( ١٩٧١ )، ونظریة ) التي تُسمى ”نظریة - الفیلسوف الأمریكي ”روبرت نوزیك” ( ١٩٣٨،( الأحقیة” والتي عرضها في كتابه ”الفوضویة، والدولة، والیوتوبیا” ( ١٩٧4 ونظریة ”دوركین” التي نعرضها خلال هذه الد ا رسة. فما نظریة ”نوزیك” إلا رد على نظریة ”رولز”، وما نظریة ”دروكین” إلا رد على نظریة كل من ”نوزیك” و ”رولز”مع اً. ف”دوركین” على خلاف ”نوزیك” لم ینحُ منحى فردیاً متطرفاً ینكر به أي دور للدولة في مجال الرعایة الاجتماعیة، كذلك لم یعطِ ”دوركین” دورا مُبالغاً فیه للدولة في مجال الرعایة الاجتماعیة كما هو الحال عند ”رولز”، حیث كان یرى ”دوركین” أن فكرة وجود عداء بین المساواة (الاقتصادیة والاجتماعیة) والحریة هي فكرة خاطئة؛ فالحریة والمساواة عنده وجهین لعملة واحدة ولا سبیل لإحداهما دون الأخرى. |