الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أسبـاب اختيـار الموضـوع أولاً : لقد احتل بديع الزمان سعيد النورسى مكانة مرموقة فى عهد الدولة العثمانية , وما بعدها , وكان له دور بارز فى إحياء الاتجاه الإسلامى , مما كان له الأثر فيما بعد من خلال طلابه المخلصين الذين حملوا الراية من بعده , ونظرًا لأهمية هذا الدور كان هذا البحث تحت عنوان ” النزعة التجديدية عند بديع الزمان سعيد النورسى ” حيث لم يتعرض له أحد من الباحثين بالدراسة فى رسالة علمية , ومن أجل التعريف أكثر بهذه الشخصية ودورها البارز سواء فى الحياة العملية أو النظرية من حيث أفكاره التجديدية . ثانيًا : انه من الواضح والبين كثرة وانتشار الفساد فى كل بقعة من بقاع العالم العربى والإسلامى , ولا أذكر هنا العالم الغربى لأنه أصل الفساد ومنبعه , وهذا الفساد ترتب عليه أن تشرذم العالم العربى والإسلامى وتمزق وأصبحت كلمتهم غير مسموعة ولا يعار لها أى اعتبار أو أهمية , بسبب ذنوبهم وبعدهم عن شريعة الحق ( سبحانه وتعالى ) , وفى مثل تلك الظروف تصبح الحاجة ملحة إلى دراسة فكر المجددين , حتى ينيروا لنا الطريق , ويظهروا لنا صحيح الدين ممّا اُدخل عليه من أباطيل , ولعل هذا ما اشتملت عليه مولفات النورسى من فكر حاول فيه مواجهة هذا الفساد العارم والتغيرات الجذرية التى أصابت العالم الإسلامى وقدم لها الدواء الناجع . ثالثًا : إن عاملاً جوهريًا من عوامل تأخرنا هى موجة اليأس التى أصابت السواد الأعظم من العالم العربى والإسلامى والتى تحوى بداخلها أنه لا فائدة ولا أمل , وأننا أصبحنا من الدول المتأخرة , وأن التقدم والرقى انتقل إلى العالم الغربى , وفى الحقيقة أن مثل تلك الأفكار الخبيثة هى التى عملت على تأخرنا بالفعل , وهذا ما أشار إليه النورسى فى كتاباته بأن اليأس هو سرطان خبيث ينخر فى عظم الأمة الإسلامية يجب القضاء عليه , لهذا نحن فى حاجة إلى مجددين , فالنورسى يحثنا على التمسك بالقيم الأخلاقية , والتربية الإسلامية التى يجب أن تكون المناخ المهيمن على المجتمع المسلم , وبالاقتصاد الإسلامى الذى ينجينا من الوقوع فى آفة الربا والحاجة والعوز , ورؤية سياسية شرعية تظهر لنا الحق من الباطل وتخرجنا من الهاوية السياسية التى سقطنا فيها اليوم . رابعًا : تبدو أهمية النورسى فى اهتمام عدد غفير من الباحثين سواء على المستوى العربى والغربى المسلم منهم وغير المسلم فى معظم أرجاء العالم , وقد ترجمت كليات رسائل النور إلى ما يبلغ من ثلاثين لغة , وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على حيوية فكر الأستاذ النورسى , ذلك الفكر الذى واجه الظروف العاتية , والتغيرات الجذرية التى كانت تعمل ولا زالت على اقتلاع الهوية الإسلامية من أصولها وكأنها لم تكن . |