Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
رؤية الشابات الريفيات لقضاياهن في الحاضر والمستقبل:
الناشر
جامعة عين شمس.
المؤلف
الكرداسي،هانم حسين.
هيئة الاعداد
مشرف / علياء رضاه رافع
مشرف / ضحي عبد الغفار المغازي
مشرف / علياء رضاه رافع
باحث / هانم حسين الكرداسي
الموضوع
الشابات الريفيات. دراسة انثروبولوجية. قضايا.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
P457.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأنثروبولوجيا - علم الإنسان
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الاجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 457

from 457

المستخلص

على العكس من بعض دراسات المرأة، فإن موضوع رؤیة الشابات
الریفیات لقضایاهن من المنظور المعرفي قد ظل –حتى وقت قریب نسبی-ا
بعیدا عن اهتمام الباحثین. فلقد لاحظت الباحثة أنه على الرغم من تعدد
الدراسات الأكادیمیة التي تناولت قضایا المرأة والمجتمع، إلا أنه لا یوجد
دراسات مكثفة كرست للشابات المصریات والریفیات خاصة، وأنما معظم هذه
الدراسات تناولت الشابات في سیاق الحدیث عن المرأة المصریة بوجه عام أو
الحدیث عن الشباب المصري( ١). حتى في تناولهم لقضایا الشباب فلقد كانت
بعیدة في أغلبها عن الدراسات الكیفیة التي تهتم بالرؤیة المعمقة للموضوع
المتوجهة إلیه.
وتهدف الدراسة الحالیة إلى معرفة القضایا التي تشغل تفكیر الشابة
الریفیة، من خلال التركیز على خبرتها الذاتیة، والتعمق في فهم قضایاها
الواقعیة والمستقبلیة، كما تؤلها من خلال الكشف عن طبیعة العلاقة القائمة
بین الذات العارفة متمثلة في الشابة الریفیة من ناحیة، وواقعها وما یحتویه من
قوى تحدد وتشكل من اختیاراتها من ناحیة أخرى، فهي عملیة مركبة بین العقل
والفعل ولا یسبق أحدهما الآخر أثناء عملیة التفاعل الاجتماعي الذي یجد
الناس من خلاله عالمهم ویتوصلون إلى حقیقیة أنفسهم.
ووفقًا للاعتبارات السابقة تأتي الدراسة الحالیة التي تركز على أهم
القضایا الحالیة والمستقبلیة التي تشغل تفكیر الشابة الریفیة، وكیفیة إدراكها
١) ونتفق في ذلك مع سامیة الساعاتي ( دور الشابات في التغیر الاجتماعي بین السیاق التاریخي والواقع )
الاجتماعي) في (المرأة والمجتمع المعاصر) مكتبة الأسرة ، سلسلة العلوم الاجتماعیة، ٢٠٠٦ ، ص ١٤٠
٢
للقضایا، ومصدر معرفتها بها، والأبعاد المؤثرة في تلك الرؤیة، وكیف تفكر
فیها، وناتج هذا التفكیر على ذاتها والعالم المحیط بها.
و تستمد الدراسة الحالیة أهمیتها من خلال ثلاث محاور أساسیة یتعلق
أحدهم بموضوع الدراسة، والثاني بالمنظور الذي نتناول من خلاله موضوع
الدراسة، أما المحور الثالث فیتعلق بالشریحة الإنسانیة التي تجري علیها
الدراسة.
فیما یتعلق بموضوع الدراسة فالأهمیة إنما تكمن في تناوله لقضیة
محوریةوهي قضیة الاهتمام بالمرأة عامة والشابة الریفیة خاصة، حیث تنعكس
فیها وعلیها جمیع المتغیرات السائدة في المجتمع والممثلة لظروفه الخاصة من
حیث تأخره أو تقدمه، انغلاقه أو انفتاحه، تقلیدیته أو عصریته .
كما تكمن أهمیة الموضوع أیضا في استیعاب تلك المتغیرات،
وتفاعلها مع بعضها البعض من ناحیة، وتأثیرها على الشابة الریفیة من ناحیة
أخرى من خلال دراسة العلاقة بین الذات والثقافة، حیث فتحت لنا جوانب
جدیدة مثل الشعور والوجدان والعاطفة، والنفس والشخصیة، وعلاقاتها بالثقافة.
بعدما خضعت موضوعات المرأة عامة والمرأة الریفیة الشابة خاصة في
معظمها على الجوانب الموضو عیة، وركزت على سیادة المجتمع علیها
واعتبارها مستقبل سلبي منفذ لإرادته دون أن یكون لمقوماتها الشخصیة
والذاتیة أي دور في تكوینها الشخصي، أو حتى في مشاعرها وانفعالاتها.
وتكمن الأهمیة الثانیة لهذه الدراسة في المنظور الذي یتناول قضایا
الشابة الریفیة بصورة جدیدة، ومن وجهة نظر النساء أنفسهن. وثانیا: الاقتراب
من الواقع المعاش للشابات الریفیات في إطار تفاعلها الاجتماعي سواء ما
یخلقه هذا التفاعل من ملامح معینة، أو من منظور ما تعكسه هي عن نفسها.
٣
”لیس من منطلق إصلاحي فوقي، ولكن انطلاقا من مقاربة تفهمیه تبغي
.( تمكین الشباب وتفعیل مشاركتهم لتشكیل واقعهم”( ١
أما من حیث الشریحة الإنسانیة التي تجري علیها الدراسة وهي تلك
التي تبرز الأهمیة الثالثة للدراسة. حیث أنها تتبنى الأبعاد الجدیدة لمفهوم
الشباب باعتباره فاعل تنموي،مما یتطلب الإحاطة التحلیلیة والتفهمیة لعوالم
( خطابات ومواقف وأفكار وتطلعات الشباب.( ٢
فالنظرة والرؤیة هنا مغایرة لتلك الفترة العمریة، لیست كمجرد مرحلة
انتقالیة سالبة، بل رؤیتها في سیاق فاعلیتها الاجتماعیة، مما یجعلنا في حاجة
إلى استبدال الإطار النظري، والمنهجي الذي ساد لفتر ات طویلة في ظل
المدرستین الماركسیة والوظیفیة في صورتها الكلاسیكیة، حیث أن كلیهما
اعتمدا على رؤیة المجتمع أو الطبقة بصورة تجریدیة، متجاهلین دور الأفراد
في التغیر الاجتماعي من خلال التفاعل واستراتجیات المقاومة التي أوضحت
البحوث مدى فاعلیتها في تغییر الواقع. وبالفعل استعانت الدراسة في التفسیر
والتحلیل االتفاعلیة الرمزیة والانثروبولوجیة التأولیة، ونظریة الدور الاجتماعي،
ونظریة المقاومة لجیمس سكوت.
وبم أن الباحثة واحدة من أبناء تلك الثقافة ومن نفس الفئة العمریة،
وقد تشترك معهن في كثیر من الأحیان في نفس القضایا التي تشغل تفكیرهن،
فالدراسة قائمة على ”المعایشة”الكاملة ولفترة كافیة بین الباحثین وبین مفرادات
البحث. وحیث أن الدراسة تتوجه إلى قریة من قرى مصر، فهي دراسة حالة
لهذه القریة، ولكنها في نفس الوقت ستستخدم دراسة الحالة كأداة بحثیة لتجري
١) علیاء رافع، (الدراسات الكیفیة عن الشباب في مصر : رؤیة نقدیة) دراسة مقدمة لإدارة السكان )
. والھجر-ة جامعة الدول العربیة – برنامج تمكین الشباب، ص ٢
.٢٢ ٢- ٢) علیاء رافع المرجع السابق، ص ٠ )
٤
دراسة مقار نة بین حالات البحث من الشابات، وتستخدم كذلك المقابلات
الفردیة والجماعیة، وا جٕراء الملاحظة بأنواعها ، كما استخدم تحلیل الموقف،
ففي خضم الحیاة الیومیة یستحیل التحكم في الموقف أو في الناس، لأن
السلوك ینبع من التفیرات التي یحملها الناس إلى الموقف والتي تتعدل خلال
التفاعل.
أماالإطار التحلیلي للدراسة: اتخذ البحث خطوتین متتالیتین؛ الخطوة
الأولي هي فهم القضیة كما تراها الشابات الریفیات. أما الخطوة التالیة تصبح
فالعرض البسیط هو ،Thick Description” عرض هذه الفكر عرضا مكثفا
الذي یكتفي بالوصف السطحي ولكن العرض المكثف هو إدراك مغذى هذا
( الفعل في السیاق الثقافي باعتبارها جزء من التكوین الثقافي المركب”.( ١
ولبلوغ هذا الهدف كان لزاما علینا تصمیم هذا العمل، من خلال
استراتیجیة البحث التي اشتملت على مقدمة، وجانب نظري، وأخر میداني.
وتحتوى الدراسة الحالیة عشرة فصول، الفصل الأول مخصص للإطار
العام للدراسة تم عرض مشكلة البحث، وتوضیح لأهمیة وأسباب وأهداف هذا
الموضوع، ثم قامت في الفصل الثاني بتوضیح بعض المفاهیم لتجنب أي لبس
في معنى المفاهیم المستعملة في الدراسة، ثم تقدیم الإطار النظري ضمن
معالجة لهذا الفصل، وفي الفصل الثالث ألقت الباحثة الضوء على أهم
الدراسات السابقة وقسمتها موضوعیا. أما الفصل الرابع: یتناول المتغیرات
العالمیة والإقلیمیة، وتعرضالفصل الخامس لتلغیر ت التي طرأت على المجتمع
المصري وقوى واتجاه التغیر، وفي الفصل السادس عرضت الباحثةإستراتیجیة
العمل المیداني. یلیه الفصل السابع وهو بدیت العمل المیداني الذي انصب
١) علیاء رافع، (كشف للمعاني المختلفة التي یذخر بھا مفھوم الحجاب)، ورقة مقدمة للمؤتمر الدولي )
. ١٥ مایو ١٩٩٩ ، ص ١٠ - للحركات النسائیة المنعقد في الرباط في الفترة ما بین ١٢
٥
على دراسة الواقع المحلي لقریة طحانوب بنائیا، ثم في الفصل الثامنتناولت
الباحثة عرضا اثنوجرافیا للأبعاد الثقافیة في مجتمع الدراسة، أما الفصل
التاسع یعرض مستویین من التحلیل للمادة التي تم جمعها بإستخدام العدید من
الأدوات المیدانیة تحت مسمى القضایا التى تشغل تفكیر الشابات الریفیات.
وفيالفصل العاشر تم استخلاص البناء التنظیري المؤسس على الدراسة
تحت grounded theory المیدانیة تطبیقا لمنهج نظریة من الواقع المیداني
مسمى تحلیل قضایا الشابات الریفیات وأخیرا الخاتمة التي بینت فیها الباحثة
إلى أي مدى استطاعت أن تحقق أهداف الدراسة وتجیب على تساؤلاتها، كما
أدرجت رؤیة مستقبلیة یمكن على أساسها أن یتم الاهتمام بالشابة الریفیة
تعلیمیا وثقافیا لتمكینها، وا تٕاحة مساحة لها للتعبیر عن آمالها وأحلامها،
والعمل على تحقیقها.