Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأحوال الحضارية في إقليم أشروسنة من الفتح الإسلامي إلى سقوط الدولة السامانية (94 – 390هـ / 712 – 999م) /
الناشر
جامعة عين شمس.
المؤلف
محمد،عبد الله علي نوح.
هيئة الاعداد
مشرف / فتحي عبد الفتاح أبو سيف
مشرف / بشير رمضان التليسي
مشرف / فتحي عبد الفتاح أبو سيف
باحث / عبد الله علي نوح محمد
الموضوع
إقليم أشروسنة. الفتح الإسلامي. الدولة السامانية.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
P.472:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 463

from 463

المستخلص

يعتبر إقليم أشروسنة الواقع فى بلاد ما وراء النهر ، من الأقاليم الإسلامية التى لم تنل حظاً من البحث والدراسة ، فهى من الموضوعات البكر فى الدراسات التاريخية العربية ، وذلك لعدم شهرة الإقليم من ناحية ، ولندرة المعلومات عنه من ناحية أخرى . ورغم ذلك فإن الإقليم يمتاز بسعته الجغرافية ، وتوسطه لأقاليم بلاد ما وراء النهر المشهورة مثل بخارى وسمرقند وفرغانة والشاش ، مما سمح له بأن يكون واسطة فى حركة التجارة بين تلك الأقاليم التى كانت تربط بلاد خراسان بالصين .كذلك فإن موقعه الوسط سمح له بأن يكون موئلاً للعديد من العناصر العرقية من الترك والفرس والصينيين ، إضافة إلى العناصر العربية التى استقرت به بعد الفتح الإسلامى لتلك البقاع ، وهذا مما أكسب أشروسنة سمة التنوع الثقافى واللغوى .ونتيجة لتأثر إقليم أشروسنة بالغزو الفارسى قبل مجئ الإسلام ، فقد كان للطابع الساسانى أثره السياسى والإجتماعى على مناحى الحياة فى أشروسنة ، حيث وجدت طبقة ( الدهاقنة ) ملاك الأراضى وكذلك ( الأفشينات ) حكام الإقليم ، وأتباعهم من (الشاكرية) ، وكذلك الفرسان ، والتجار وفى مقدمتهم ( الجهابذة ) ورجال الدين ( الهرابذة ) .
ثم كان الفتح الإسلامى لإقليم أشروسنة سنة 94هـ / 712م ، إيذاناً بدخوله مرحلة أخرى شهدت تغيراً فى المسلك الحضارى والنظام المدنى بتأثير النظم الحضارية للدولة الإسلامية .
ففى المجال الإقتصادى اشتهرت أشروسنة بوفرة مياهها خاصة من الأنهار الجارية مثل نهر ( زرفشان ) ونهر ( كش ) ، وبعض الروافد الأخرى التى كانت تنبع أساساً من نهرى ( سيحون ) و ( جيحون ) ، حيث كان لنظم الحضارة الإسلامية أثرها فى الإهتمام بإقامة السدود على تلك المجارى والأنهار مثل سد ( ورغسر ) وقنطرة ( جيرد ) ، كما كانت هناك أنظمة لقسمة المياه وفق ما عرف بنظام ( الجفت ) والذى يقضى بتقسيم المياه وفق حصص معينة عرفت باسم ( الدرقات ) وقد أسهمت هذه النظم فى تعدد وكثرة محاصيل ومنتجات أشروسنة الزراعية من القمح والشعير والأرز ، مروراً بالفواكه من العنب والتفاح ، وصولاً إلى شتى أنواع الخضار والبقول .كما ساهمت جبال ( البتم ) التى تشكل مظهراً مهماً من مظاهر جغرافية أشروسنة ، فى انتعاش إقتصاد الإقليم ، حيث كانت سلسلة جبال ( البتم ) غنية بالعديد من المعادن مثل الذهب والفضة والحديد والفيروزج والنشادر ، وقد كانت عمليات استخراجها تشكل ركيزة مهمة من ركائز اقتصاد الإقليم ، حيث اشتهرت بعض مدن الإقليم مثل مدينة ( مينك ) ومدينة ( مرسمندة ) بوفرة المعادن فيها .كما شهدت التجارة تطوراً ملموساً بالإفادة من موقع الإقليم الوسط بين مسالك التجارة الشرقية نحو الصين ، حيث كانت أغلب مدن وقرى الإقليم تمثل محطات مهمة فى طرق التجارة ، كما ظهرت أسواق معروفة موسمية بالإقليم ، لعل أشهرها سوق (مرسمندة) الذى كان يعقد رأس كل شهر ، وتتم فيه أعمال تجارية واسعة ، بالإضافة إلى الأسواق الصغيرة التى لا تكاد تخلو منها مدينة من مدن إقليم أشروسنة .