Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الشعر الشعبي في الحركة الوطنية في ليبيا من سنة 1911م إلى1943م :
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
قرميل ،عمر غيث.
هيئة الاعداد
مشرف / ثناء أنس الوجود
مشرف / محمد يونس عبدالعال
مشرف / ثناء أنس الوجود
باحث / عمر غيث قرميل
الموضوع
الشعر الشعبى. الحركة الوطنية. ليبيا.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.: 365
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 422

from 422

المستخلص

هذا البحث – كغيره من البحوث الأدبية – يدرس جانبا من جوانب الأدب الليبي , فهو يدور في إطار نطاق معين من المكان والزمان , إلا أن قيمته الأدبية والتاريخية تختلف عن كثير من البحوث التقليدية , وحسبي أن أقول : إن تلك القيمة هي التي جعلتني أخوض غمار هذا البحث فأجمع أركانه مع علمي مسبقاً بسعة ميدانه.
وأخيراً وفي ختام هذا البحث أسجل جملة من النتائج التي أفضى إليها البحث وهي على النحو التالي :
1- أن من أهم الأدوار التي أداها الشعر الشعبي في حركة النضال الوطني الليبي ضد الغزو الإيطالي التحريض على الجهاد، واستنهاض الهمم , والحث على القتال والتصدي للأعداء، وإثارة الحمية؛ للذود عن الأرض والعرض , كما استطاع الشعر الشعبي في هذه المرحلة أن ينوب عن كل الفنون الأدبية في ليبيا ، وينهض برسالة الدعوة إلى المقاومة الوطنية بكل اقتدار؛ ليكون نشيد المجاهدين وزادهم المعنوي الذي لا ينفد في معمعات المعارك ، وبوق النفير المدوي الذي لم يخمد له صوت علي مدى ثلاثين عاماً ، يلهب المشاعر، ويُحرك الضمائر ، ويحشد الجموع من كل حدب وصوب ليظل أوار المعركة مشتعلاً ؛حتى يتحقق النصر على الأعداء.
فقد صاحب الكفاح في جميع أطواره، وخاض المعارك ووصف أيامها المشهودة ، ووقائعها المشهورة وفرسانها المغاوير ، وقادتها الأبطال ، والتصق بالنضال التصاقاً تاماً حتى جاء صورة معبرة عنه ، فيه لفح المعركة ووهجها ، الشيء الذي لا نجده في الشعر الفصيح ، ولن نغالي إذا قلنا إن الشعر الشعبي نجح نجاحاً منقطع النظير في هذه المهمة الإعلامية والتعبوية التي تؤديها وسائل الإعلام المختلفة، ووسائط الاتصال الحديثة في الوقت الحاضر .
2- أن العامل الديني كان من أهم العوامل في إثارة الحماسة والمحافظة على استمرار الروح القتالية ، ورفع معنويات المجاهدين وبخاصة الشعر الذي يؤكد على الحفاظ على العقيدة ، ويدعو للذود عنها.
فكانت قصائد التحريض على الجهاد تحتدم فيها روح عداء مطلق متفجر ضد المستعمر وضد المتخاذلين المستسلمين من أبناء الوطن ممن باعوا أنفسهم له، ترافقها روح حماسية مشتعلة تحث على مقاومة المستعمر الغاصب ،وعدم الرضوخ له.
3- أن شعر التحريض على الجهاد قد تأثر كثيراً بأسلوب القرآن الكريم ، فكما أن القرآن استعمل أسلوب الترهيب والتخويف للمتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله في قول تعالى:[ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]( ) كذلك فعل الشعراء الشعبيون في ليبيا .
4- أن الشعر الشعبي الليبي يعد مصدراً رئيساً من مصادر توثيق حركة الجهاد الليبي؛ ذلك لأنه يشكل قيمة تاريخية كبيرة، فقد عاصر سنوات الكفاح بكل أحداثها ،واستطاع أن يعبر عن كافة الإحساسات في وقت حالك ندر فيه المتعلمون ، وحاول فيه الغزاة القضاء على أصالة البلاد الوطنية والثقافية والاجتماعية , فكان الشعراء الشعبيون صحافة الجهاد وتقارير الوقائع يخوضون المعارك ويسجلونها ، يمتدحون الشجاع ، ويحتقرون الجبان الذي تركهم لرصاص الأعداء. ولم يكن الشاعر الشعبي متواكلاً أو انهزامياً بل كان كرفاقه يخوض المعارك ، وينطلق الرصاص من بندقيته فيحصد رقاب الأعداء ، ويرتفع شعره من الحنجرة إلى عنان السماء يلهب المشاعر، ويحرك الضمائر ، ويحشد الجموع من كل حدب وصوب.
5- أن المرأة الليبية قد قامت بدور كبير في التحريض على الجهاد والدفاع عن الوطن، فكانت تتغنى بالشجعان أصحاب النخوة والشهامة حماة الحمى فهم دائماً على استعداد لمواجهة العدو، ومستعدون للمجازفة والتضحية والدفاع عن العرض والشرف والوطن بالغالي والنفيس، وقد كان للمرأة الليبية دور كبير في تحريك النخوة والشهامة والرجولة لدى المجاهدين ، والرفع من معنوياتهم القتالية ؛لاختراق صفوف الأعداء، والدفاع عن الأرض والعرض.
6-أن الشعراء الشعبيين – غالبا ما - يتجهون إلى الإشادة والفـخر ببطولات المجاهدين وصمودهم في وجه الغزاة ، وإلى ذكر أسماء القبائل وأشخاص بعينهم شاركوا قي المعارك ، وذكر أسماء الشهداء الذين سقطوا في ساحاتها وذكـــر أسماء الجرحى , ومع ذلك فإن هذا الشعر لا يخلو من الموضوعية، ولا ينحرف دائما إلى نسبة البطولات الخارقة والانتصارات السهلة إلى المجاهدين ، ونسبة الضعف والجبن والهزيمة للمستعمر
7 - أن الشعر الشعبي الليبي وصف كل الصور المظلمة التي عايشها الناس في المعتقلات الجماعية الرهيبة منذ ترحيلهم من مواقعهم , وتجميعهم ثم نقلهم إلى تلك المعتقلات الرهيبة وما ترتب على ذلك من مصادرة لأموالهم وممتلكاتهم , إضافة إلى وصفه للمعاناة اليومية داخل كل معتقل التي تتضمن المحاكم الصورية , ومشاهد الإعدام , وعقوبات الجلد والمهانة , وانتشار الأمراض والوفيات وسوء التغذية , وتوجيه المعتقلين إلى أعمال السخرة كشق الطرق وإقامة المزارع وغيرها . 8- كما وصف الشعر الشعبي ما كابده المهاجرون الليبيون , أثناء هجرتهم , رغما ً عنهم , إلى الأقطار المجاورة نتيجة لاشتداد جور المحتل , وصور حنينهم المستمر إلى الوطن من خلال مراسلاتهم إلى ذويهم .
9- أن الشعراء الشعبيين مارسوا براعتهم الفنية في تصوير مظاهر الجبن والرعب التي طغت على جنود الاحتلال، فقد فوجئوا بما لم يكونوا يحسبون له حساباً من أصناف البطولة والفروسية والشجاعة الفائقة التي تمتع بها المجاهدون.
10- أن ظواهر الإبداع اللغوي في شعر الشعراء الشعبيين تعددت بين تراكيب صوتية و صرفية و نحوية, فمن الظواهر الصوتية محافظة اللهجة الشعبية الليبية- في معظم مناطق ليبيا- على الأصوات الثلاثة التي فقدت في معظم اللهجات العربية الحديثة وهي ( الثاء – والذال – والظاء ).
ومن الظواهر النحوية اتخاذ اللهجة الشعبية الليبية طريقة التراكيب والنحت في الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر، مع إبدال حرف” التاء” ” طاء” دائما فالرقم (16) مثلا ينطق” سطاش عند الوقف أو ” سطاشر” عند الوصل , وفي بعض المناطق عند الوصل ” سطاشن ”
11- أن الشعراء الشعبيين تفننوا في تصوير ما تقع عليه أعينهم، وما يجول في خواطرهم بطرائق مختلفة في وضوح الدلالة عليها، ووجوه تحسين الكلام، وقد استعان الشعراء الشعبيون في أشعارهم بالصورة الفنية ؛وذلك بغرض التأثير في سامعيهم واستمالة قلوبهم.
12- أن الموسيقا الداخلية في الشعر الشعبي الوطني الليبي تعتمد على المحسنات البديعية كالجناس , والطباق من جهة ،وعلى الجرس الموسيقي الذي يسري في النص بكاملة، والمتولد من حسن اختيار الألفاظ , وحسن ترتيبها من جهة أخرى , ويعد التكرار من العناصر الهامة للموسيقا الداخلية في القصيدة .
13- أن الشعر الشعبي الوطني الليبي قد تميز أثناء حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا عن بقية ألوان الشعر الشعبي بأن معظم قصائده جاءت باللهجة البدوية الصحراوية .