الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 281 |  |  |
| | | from | 281 | | |
المستخلص
تنبع أهمية دراسة تأثير العولمة الثقافية في قيم الأسرة الريفية المصرية، من أن الأسرة تمثل نواة المجتمع، وهي المصنع الذى ينتج أعضاء، حيث يتم من خلال الأسرة بناء شخصية الفرد وقيمة وثقافته التي سوف ينقلها إلي الأجيال التي تليه عبر عملية التنشئة الاجتماعية ، ومن ثم فإن ما تمنحه الأسرة الريفية لأحد أبنائها سوف يؤثر علي مستقبله بشكل أو بأخر .ونظرا لما تتضمنه العولمة الثقافية من جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، فإنه من الضروري دراسة تأثير العولمة الثقافية في قيم الأسرة الريفية بهدف تعظيم التأثيرات الإيجابية وتقليص السلبيات عن طريق التعرف علي طبيعة تلك الآثار الإيجابية والسلبية ، وتحديد أساليب التنشئة التي يمكن أن تساعدنا في تجنب الآثار السلبية للعولمة الثقافية ، وهو الأمر الذي يمكننا من الاستفادة من تلك الجوانب الإيجابية للعولمة الثقافية بكل ما تحمله من قيم ومضامين وتجنب تأثيراتها السلبية .وفي ضوء ذلك تتجلي المشكلة وأهميتها في محاولة الوصول إلي تصورات ومقترحات ملائمة تساعدنا في مواجهة الآثار السلبية التي تطرأ علي الأسرة الريفية المصرية لمحاولة إصلاح ما فسد والعودة الى قيمنا الأصيلة في ثقافتنا الريفية إلي وضعها الطبيعي ، ولذا يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في الكشف عن تأثير العولمة الثقافية علي قيم الأسرة الريفية المصرية من خلال دراسة عينة من الأسر في قرية دنشواي بمحافظة المنوفية ، ويتضمن هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية فيما يلي : ١- التعرف علي تأثير العولمة الثقافية علي الجانب الثقافي في الأسرة الريفية بكل ما يحتويه من قيم مثل قيم التعليم والاتجاهات الثقافية وثقافة الاستهلاك وقيم الإنجاب في ظل التغيرات التكنولوجية الحديثة . ٢- رصد شكل وطبيعة اتجاه التغيرات في منظومة القيم التي تحكم العلاقات الاجتماعية وأشكال الاستقرار أو التفكك الأسري وأنماط الزواج في المجتمع الريفي في ظل تحديات العولمة الثقافية . ٣- التعرف علي أهم وأحدث الآليات التي اعتمدت عليها العولمة الثقافية لاختراق المجتمع الريفي وإحداث تغير لقيمه الأسرية ٤- إلقاء الضوء علي تأثير العولمة الثقافية علي القيم الاقتصادية للأسرة الريفية مثل ( قيمة الأرض – العمل الزراعي – عمل المرآة – إنجاب الذكور ..... ) . ٥- رصد شكل وطبيعة العلاقات الأسرية وعلاقة الأبناء بالآباء داخل الأسرة .التعرف علي الأسر الأكثر تأثرا بالعولمة الثقافية .٧- تقديم رؤية مستقبلية لأنماط القيم الأسرية الريفية في ظل تحديات العولمة الثقافية .وفيما يتعلق بالمنهج ، فإنه نظرا لطبيعة موضوع الدراسة ، والذي يستهدف التعرف علي التأثيرات التي أحدثتها العولمة الثقافية في قيم الأسرة الريفية وثقافتها ، فإن الأسلوب الوصفى التحليلي يعدأسلوبا منهجيا مناسبا للكشف عن تلك التأثيرات وتحليلها وتفسيرها في ضوء التغيرات المجتمعية التي طرأت علي المجتمع الريفي المصري خلال العقود الأخيرة . أما عينة الدراسة فقد اختار الباحث عينة عشوائية من الأسرة الريفية في محافظة المنوفية يبلغ حجمها ٢٦٦ ) أسرة، تم اختيارها بطريقة عشوائية احتمالية منتظمة، أيضا اختار الباحث عينة غير عشوائية )من الأسرة الريفية في قرية دنشواي بمحافظة المنوفية (مجتمع البحث) يبلغ حجمها ( ١٨ ) أسرة، تم اختيارها بطريقة عمدية، بحيث تعبر عن مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية متباينة .أما أدوات الدراسة، فقد استخدم الباحث الملاحظة ودليل المقابلة المتعمقة واستمارة استبيان بالمقابلة تتضمن مجموعة من المحاور الرئيسية والتساؤلات الفرعية التي تعبر عن أهداف الدراسة وتجيب عن تساؤلاتها. وقد قام الباحث بتحليل البيانات النظرية والميدانية للإجابة علي تساؤلات الدراسة، لتحقيق الهدف الرئيسي للدراسة في تسع فصول: حيث جاء الفصل الأول بعنوان: مشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها،أما الفصل الثاني فكان بعنوان القيم الاجتماعية وأهميتها فى حياتنا الاجتماعية حيث عرض فيه الباحث مفهوم القيم ، وخصائصها ووظائفها والاتجاهات المختلفة في دراسة القيم مثل الاتجاه الماركسي، والاتجاه البنائي الوظيفي، بينما جاء الفصل الثالث بعنوان القيم الاجتماعية في الأسرة الريفية، حيث عرض فيه الباحث مفهوم الأسرة وخصائصها، ثم تناول الأسرة الريفية مفهومها وخصائصها، والقيم الاجتماعية في الأسرة الريفية، ثم تناول العولمة الثقافية وتأثيرها على القيم في الأسرة الريفية، أما الفصل الرابع فقد تناول فيه الباحث مفهوم العولمة واهم خصائصها والأبعاد المختلفة للعولمة ثم تناول الباحث مفهوم العولمة الثقافية ومظاهرها وتحدياتها، ثم جاء الفصل الخامس بعنوان الدراسات السابقة على المستوى العالمي والاقليمى والمحلى، أما الفصل السادس فتناول فيه الباحث الإطار المنهجي للدراسة، بينما في الفصل السابع تحليل وتفسير جداول الدراسة، أما الفصل الثامن فجاء بعنوان تحليل وتفسير المقابلة المتعمقة لنماذج من الأسر الريفية، أما الفصل التاسع والأخير فاستعرض فيه الباحث نتائج الدراسة و توصياتها، وقد أسفرت الدراسة عن بعض النتائج من اهمها ما يلى :أن العولمة الثقافية أثرت على المجتمع الريفي وخاصة الأسرة الريفية فهي ظاهرة لها أبعاد إعلامية واتصالية وثقافية واجتماعية أحدثت تأثيرات قيميه هامة وأدت إلى تغيرات جذرية في نظره أفراد المجتمع، وخاصة الشباب وعلاقتهم بالأسرة. ومن ثم فالعولمة الثقافية أحدثت تغيرات جذرية في طرائق حياة الناس وقيمهم، وتغير من أدوارهم ونمط معيشتهم ونوعية الطعام والملبس وكيفية تعاملهم مع المواقف الحياتية؛ لذا فان العولمة الثقافية أثرت في القيم الأسرية الريفية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.