الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد أثرى جبران أدبنا العربي بكثير من الأفكار والمعاني الجديدة ، كما أغناه بكثير من التعابير الرمزية المبتكرة ، والأبنية الاستعارية الطريفة ، والتراكيب التصويرية الموحية ، وغير ذلك من الأسس الجمالية والمبادئ البلاغية التي تهدف إلى الارتقاء بالذوق الفني. أما جبران ، فهو شخصية فذة في تاريخ الأدب العربي ، بل في تاريخ الفكر الإنساني . وهو عميد ”الرابطة القلمية” ، وقد جند قلمه وريشته وموهبته الفنية لخدمة مجتمعه ، والمجتمع الشرقي خاصة والمجتمع الإنساني عامة . ذلك أن جبران فهم الأدب على أنه رسالة متكاملة الجوانب ، وما على الأديب إلا أن يقوم بتأديتها . ومن ثم فقد وحد جبران بين الأدب والحياة ، وجعل التجربة الأدبية تجربة حياتية ، تجربة إنسانية شاملة جوهرها الإنسان . وباختصار فالأدب عنده رسالة تعالج قضايا الناس أو المجتمع ، وتهتم بمصير الإنسان . كما وظف جبران قلمه لخدمة الأدب العربي وتجديده ، وبعث الحركة فيه ، والارتقاء به إلى أعلى مستوى فني ليصبح في عداد الآداب العالمية الخالدة . ومن هنا يعد هذا الأدب الجبراني ميدانًا خصبًا من ميادين البحث ومجالاً واسعًا من مجالات الدراسة ، وذلك لقيمة صاحبه الأدبية ، ولما تميز به من دعوات إلى التحرر والتجديد والتطور . وأدب جبران موضوع حظي باهتمام الكثير من الدارسين والباحثين ، وأفردت له بحوث ودراسات قيمة ، إلا أنه لم تظهر - فيما أعلم – حتى الآن دراسة مستقلة ومتكاملة تخصصت في تناول ”رسائل جبران خليل جبران” في الدائرتين : الموضوعية والفنية . وهذا في حد ذاته يمثل تقصيرًا ويشكل نقصًا في مكتبة الدراسات الأدبية ، وهذا أيضًا يكمن فيه مبرر من مبررات اختيار هذا الموضوع، بالإضافة إلى ما أشرنا إليه فيما سبق. |