![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان لموجات الهجرة التى توالت على المغرب آثاراً بينة على التراث الموسيقى الغنائى القائم آنذلك ، حيث زادت فى إثرائه وإمداده بإمكانات تعبيرية جديدة . فقد كان الفينيقيون والرومان أكثر الحضارات تأثيراً ، حيث قامت الصلات التجارية أساساً على تبادل المحاصيل والمصنوعات بجانب المعارف ، من بينها الموسيقى الشرقية المتأثرة بموسيقى الفراعنة والآشوريين والروم . كما تواجدت آلات موسيقية منذ عهد الفينيقيين والرومان ( كالبندير والناى المزدوج ) ، ثم جاء الفتح الإسلامى ( 91هـ - 710م ) حيث حملت القبائل العربية الفاتحة معارفها الموسيقية من ألحان وإيقاعات وآلات وطرق للغناء والعزف . ولقد إهتمت المغرب بتراثها الغنائى والموسيقى وخاصةً ما أطلق عليه الأندلسى ، فقد كانت النوبات الأندلسية ( الوصلات الغنائية ) التى أنحدرت إلى المغرب بعد سقوط غرناطة هى أهم ميراث موسيقى غنائى حصلت عليه المغرب ، وتقلص عدد النوبات من عشرين إلى إحدى عشر نوبة . ولقد أزدهر التراث الغنائى المغربى ( الأندلسى ) الذى أطلق عليه طرب الآلة فى بداية القرن العشرين وتناقله الرواة والحفظة بأسلوب التلقين الشفاهى . وقد لاحظت الباحثة أن هذا التراث ثروة موسيقية غنائية كبيرة يمكن توظيفها والإفادة منها فى إثراء تذوق الموسيقى العربية فى المعاهد والكليات المتخصصة ، وخاصة بالنسبة للطبوع الأساسية . - 287 - وتشتمل هذه الدراسة على أربعة فصول على النحو الآتى : الفصل الأول : ويتكون من مبحثين المبحث الأول :ويشتمل على تحديد المشكلة : بالرغم من أن التراث الغنائى المغربى الذى أطلق عليه طرب الآلة من أهم ألوان التراث الغنائى العربى ، وله مجموعة من الخصائص التى تميزه ، إلا أنه غير متداول فى مصر حتى عند المتخصصين فى مجال الموسيقى العربية وفى المعاهد والكليات المتخصصة ، لذا رأت الباحثة أنه من الضرورى التعرف على أهم خصوصيات هذا التراث ، لإثراء التذوق الموسيقى والإستفادة من عناصره المتنوعة . |