الفهرس 
الباب الأول: آيات الإستواء والعلو والقرب والمعيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 479 |  |  |
| | | from | 479 | | |
المستخلص
رأى الباحث أن يدرس قضية صفات الله ـــ تعالى ـــ في تفاسير القرني الثامن، أولاً: لأن الأمة قد اختلفت في فهم صفاته ـــ تعالى ـــ اختلافًا كبيرًا، حتى نفى الكثيرون صفــــات اللــه ــ تعالى ـــ ومنهم من نفى بعضها، وما زال ينتقل هذا الخلاف في الأمة حتى يومنا هذا، لذا فإن الباحث أراد أن يقف على المذهب الحق في هذه القضية العقائدية المهمة. ثانيًا: إن القرن الثامن له سمات تجعل من اختياره للدراسة أمرًا مهمًّا، حيث إنه من القرون المتأخرة –بعض الشيء-؛ فقد استوعب الاختلافات المذهبية ووقف علماؤه على ما فيها، فكان لديهم تراثٌ علمي مهم في هذه القضية، كما أن هذا القرن يُعدُّ من القرون الثرية بالمؤلفات وخاصة في التفسير، وهذا يجعل هذا البحث ثريًّا، كما أن هذا القرن الثامن يشبه إلى حد كبير الواقع الإسلامي المعاصر، من حيث كثرة الأعداء من الخارج، والفتن والصراعات من الداخل، وهناك سبب آخر –يراه الباحث مهمًّا- وهو ظهور شخصية مؤثرة وفاعلة، كان لها دور مهم في الحركة العلمية، وخاصة في العقيدة، وبالتحديد في موضوع دراستنا، وهو الصفات، إنها شخصية الإمام ابن تيمية الذي قاد الثورة على القديم؛ ليعود به إلى ما هو أقدم، بمعنى ثورته على العقم الجدلي والكلامي الذي لازم عقيدة المسلمين منذ أن دخل الاعتقاد الممزوج بالتراث اليوناني؛ ليعود بالفكر الإسلامي إلى عقيدة السلف الطاهرة النقية، ولكن هل نجح في ذلك أم لا؟، هذا ما سيظهر لنا من خلال دراستنا لآرائه ومعتقداته، وإن كان البعض يحمد له صنيعه، والبعض يراه عدوًّا للفكر الإسلامي، لكن الشيء الواضح أن هذه الشخصية هي شخصية مؤثرة وفاعلة، وسوف يقف الباحث معها، ليجيب على هذا السؤال الذي سأله منذ قليل.
إذًا تهدف هذه الدراسة إلى استخلاص الرأي الشرعي الصحيح في هذه القضية العقائدية، من خلال دراسة آراء علماء القرن الثامن ومقارنتها بما كان عليه سلف الأمة، حتى يتبين الحق في هذه المسألة.