الفهرس | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract تهدف هذه الرسالة إلى ابراز أهمية المسرح الهزلى باعتباره امتداداً للحركات الطلائعية التى ظهرت فى اوائل القرن العشرين, فى داخل و خارج أسبانيا- بالأخص الإتجاه السريالى- الذى تطور بدوره إلى المسرح العبثى أو مسرح اللامعقول فى الخمسينات . وعلى الرغم من أن هذا المسرح الأخير كانت بداياته فى آداب أخرى غير الأسبانية – فى أعمال الرومانى« أوچين يونيسكو» و الأيرلندى « سامويل بيكيت» – , و لكن كما قال الناقد الكبير« جونثالو تورينتى بايستير» مشيراً إلى الفكاهة الحديثة فى المسرح العبثى ” لقد ابتدعناها هنا” (يقصد فى اسبانيا) , و ذلك فى أعمال مثل ” ثلاث قبعات كوبا” (۱٩۳٢) لميجيل ميورا, التى عرضت لأول مرة بعد عشرين عاماً من كتابتها حيث أنها كانت بعيدة آنذاك عن ذوق الجمهور البرجوازى الذى كان يفضل الكوميديا الخفيفة ﻟ « بينابينتى». فى هذه الكوميديا الجديدة نجد بذور المسرح العبثى. ميورا كان قد ترك بصمته فى المسرح الأسبانى بهذا العمل, فقد قطع كل علاقة له بالكوميديا السابقة و بدأ فى تقديم خواص جديدة للتشكيل و التأليف الكوميدى و أهمها احلال بدائل جديدة للغة الحوار كلغة الإشارة و تعبيرات الوجه و الإيماءات و الصمت ... إلخ, و الكشف عن لغة الحوار العقيمة المستهلكة المليئة بالكلمات الميتة و الأكلشيهات الجامدة التى لا تخرج عن النطاق النمطى أو المألوف. جميع هذه الخواص و أخرى تتشابه مع المسرحيات الأولى لفرناندو أرابال الذى ارتبط اسمه بالنوع الثانى ألا و هو المسرح العبثى أو اللامعقول و من أهمها ” قرافة السيارات” (۱٩٥٦). هذه الدراما تقترب إلى حد بعيد من أعمال المسرح العبثى الأوروبى مثل ” فى انتظار جودوه” (۱٩٥۳) لبيكيت . كما أنها المحبذة لدى أرابال , فهى بناءاً على رأى النقاد, كوميديا تتبع مدرسة ميورا و خاردييل بونثيلا و استعراضاً لنقد اجتماعى لم يكن مسموحاً به فى اسبانيا فى ذلك الوقت. و لقد ضمنت للمسرح الأسبانى الذى عانى تأخراً ملحوظاً فى الأربعينات, مكاناً فى الساحة العالمية. هذا المسرح السوداوى يتسم بالفكاهة الرائعة الآتية من العبث. و بناءاً على ذلك , فقد كان اهتمامى الأول هو اثبات الصلة بين هذين التيارين من ناحية و بين الحركات الطلائعية فى المسرح التجريبى الذى سبق الحرب الأهلية – جيل اﻟ (٩٨) « بايى انكلان», جيل اﻟ (٢٧) « لوركا » و السريالية « جوميث دى لا سيرنا » التى تدعو إلى الكتابة الحرة , واستعادة اللاوعى و الحلم و استحضار الطفولة فى الحوار و بنية الشخصيات بالإضافة إلى دور التمثيل الصامت و الحركة فى خلق مناخ بين اللاواقعية و الواقعية أو بين الحقيقة و الخيال و تحويل المسرح إلى سيرك و الشخصيات إلى مهرجين – , من ناحية أخرى. وعلى صعيد آخر, فقد تناولت الرسالة دراسة أخرى لترجمة كل من العملين السابق ذكرهما إلى العربية لمعرفة ما إذا كان المترجمان قد استطاعا نقل شكل و جوهر تلك الأعمال التى بالرغم من سهولة اللغة المستخدمة فيها إلا أن نقلها إلى لغة أخرى يستوجب مهارة خاصة و إلمام بتقنياتها و مصادر الفكاهة و السخرية فيها. إلا أننا و مع كل المعوقات و الأخطاء الموجودة فى هذه الأعمال المترجمة و التى ربما لم تيسر لنا تصور كامل او متكامل لكل مميزات تيار الكوميديا الساخرة أو مسرح اللامعقول , يكفينا فخراً أن نترجم إلى العربية نصوصاً إذ تبدو لنا سهلة إلا أنها تنطوى على فكر عميق و أسلوب غير مباشر للتعبير عن واقعنا المؤلم استطاع أن ينقله لنا هذين النصين المترجمين. |