الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص انهيار الطابع اليقينى للمعرفة العلمية. وهذا يعنى أن المعرفة العلمية - هى فى جوهرها - احتمالية. ولعل بالنظرة الدقيقة إلى أحداث الطبيعة, سرعان ما نجد أن من الأحداث الطبيعية ما يمكن التنبؤ بها بكثير من الدقة, كما نجد, أيضا, من الأحداث مالا يمكن للعلم أن يتنبأ بوقوعها الإ فى صيغة احتمالية. أى أن أحداث الطبيعة أشبه برمى الزهر منها إلى دوران الكواكب حول أفلاكها. أتساق فلسفة ”كارناب” عامة مع تفسيره فى الإحتمال, فاذا كانت الفلسفة عنده بمثابة منطق العلوم, ومهمتها تقتصر على التحليل؛ فإن تناول ”كارناب” لمشكلة الإستقراء والعلية, والإحتمال, فى صورتها المنطقية (أو بمعنى آخر تحليل العلاقات المنطقية بينها). ما يعكس هذا الإتساق. رفض ”كارناب” كافة المشكلات التقليدية والميتافيزيقية التى أرهقت مذاهب فلسفية كثيرة. وقد تجسد ذلك فى عرصه لمشكلة الاحتمال والمتثلة فى نظريته للتأييد التى جاءت تعلايلاً لمبدأ التحقق المرتبط بالوضعية المنطقية هذا التأييد فى حقيقة الأمر, يوضح العلاقات التى تربط الفرض بالبينة المتصلقة به, كما تعزو درجة احتمال أو أخرى لهذا الفرض أو ذاك. أدى الطابع العلمى لتفسير الإحتمال عند كارناب إلى إمكانية تقدير أو منفعة شئ ما وذلك عن طريق أخذ متوسط القيم الممكنة مضروبة فى درجة الإحتمال بحدوثها. أخيراً عكس تفسير كارناب للإحتمال من المنظور الكفيفىالرؤية القائلة بأن آية نظرية فزيائية هى دائما مؤقتة, بمعنى أنها فرض فقط, فنحن لا نستطيع البرهان عليها ومهما بلغت هذه النظرية أو تلك من كثرة مرات الأتفاق للنتائج التجريبية الخاصة بها, فإننا لا نسطيع أن نتفق من أنه فى المرة القادمة لن تتناقص النتيجة مع النظرية هذه - هذا فضلاً عن عدم استطاعتنا تفنيد أحدى النظريات بأن نعثر عن ملاحظة واحدة تتعارض وتبنؤات النظرية. كل هذا, فيما يرى, يدعم أخذه بمبدأ التأييد المأخوذ بمعنى الإحتمالية. |