Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القواعد العسكرية الأجنبية في الوطن العربي (السعودية – ليبيا – مصر) 1945 – 1954 /
المؤلف
عبد الله، غادة سيد خلف.
هيئة الاعداد
باحث / غادة سيد خلف عبد الله
مشرف / محمد خيري طلعت
مشرف / نبيل السيد الطوخي
الموضوع
القواعد الحربية.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
304 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2007
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 321

from 321

المستخلص

تتناول هذه الدراسة القواعد العسكرية الأجنبية في ثلاث دول عربية هي: ليبيا،السعودية ، مصر خلال الفترة من 1945 حتى 1954. وذلك من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية التي مهدت لتأسيسها ، وكذلك الظروف الدولية التي دفعت دول العالم الغربي وهي: بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تحديدا إلى السعي نحو تأسيس هذه القواعد. ثم ما واكب قيام هذه القواعد من جهود سياسية وكفاح مسلح من جانب الدول العربية من أجل إنهاء التواجد العسكري ووسائل دول الغرب في الاحتفاظ بهذا التواجد أطول فترة ممكنة.
قامت الدراسة على المنهج التاريخي الاستردادي في المقام الأول ، الذي يعني استرداد الواقعة بأقرب ما يكون من حقيقتها أي كما وقعت بالفعل. وبما يعنيه ذلك من معايشة الأحداث بالاقتراب الشخصي منها فكرًا وشعورًا ، في محاولة للمس أسبابها عن كثب ومعرفة مواقف كافة الأطراف وفهم العلاقات القائمة فيما بينهم ، والالتزام بالتسلسل الزمني والتحليل المنطقي، وكشف الغموض بالاعتماد على ما يستشف من سياق الأحداث ومسارها. كما اعتمدت الدراسة في بعض جوانبها على المنهج المقارن ، الذي يهدف إلى إجراء مقارنات بين المواقف المتشابهة بغية الوصول إلى الحقائق المنشودة. وهو منهج ينسجم مع طبيعة الدراسة التي تدور حول تاريخ ثلاث دول عربية ومثلها غربية.
أظهرت الدراسة أن الظروف الداخلية والدولية التي مرت بها المنطقة العربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية كانت هي الأساس الأول في بقاء أو قيام القواعد العسكرية الأجنبية، وما أقترن بها من أحداث سياسية ونشاط في الحركات الوطنية التي تطلعت إلى إنهاء التواجد الأجنبي بكافة صوره وأشكاله.
ففي المجال السياسي أثر تواضع الخبرات في عدم وضع رؤية واضحة بشأن الأساليب المثلى في التعامل مع قوى الاستعمار الغربي مما فتح المجال أمام هذه القوى كي تمارس ألوانا من التغرير والخداع والضغوط مكنتها في نهاية المطاف من تحقيق ما كانت تصبو إليه. كذلك كان الاضطراب السياسي الناشئ عن ميراث الماضي الاستعماري ، والسعي لتحقيق الاستقلال بأي ثمن ، وضمان الاستقرار السياسي الداخلي ، والصراع على السلطة بين القوى السياسية المحلية ، وغياب الثقافة السياسية القادرة على وضع آليات عمل تدير العلاقات السياسية وتهيئ المجتمع لنشاط سياسي منظم ، قد ساهم بدوره في تهيئة الأجواء الداخلية لقيام القواعد العسكرية واستمرار النفوذ الأجنبي.
وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي شهدت الأحداث الداخلية محاولات جادة لوضع برامج طموحة لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة بغية بناء مجتمع حديث. وهي محاولات ساهمت إلى حد بعيد في السعي لضمان تدفق معونات خارجية مادية وعينية. تلك المعونات كانت طريقا اعتمدت عليه قوى الغرب بقوة في تطوير التواجد الأجنبي بشكل عام ، وتحويله من الشكل التقليدي الذي كان يقوم على الاحتلال العسكري المباشر إلى شكل آخر قوامه توطيد حكم وطني يدين بالولاء للغرب مع فرض الهيمنة عليه. ذلك الشكل لم يلبث أن أصبح دعائم التواجد الأجنبي والمدخل الرئيسي لتنفيذ مخططات الاستعمار وأهدافه الداخلية والإقليمية والدولية على السواء. ولاشك ، أن القواعد العسكرية كانت جزءا من الدعائم الجديدة ، قدر لها أن تستخدم في تثبيت الأنظمة الحاكمة إذا ما ثبت ولاؤها للغرب ، أو إتاحة فرص التدخل لفرض رموزا بعينها تدين بالولاء للغرب وتبقي على حالة التحالف والسير في ركاب المصالح الغربية دون تردد.
وقد تزامن وجود القواعد العسكرية مع النمو المتزايد في الشعور القومي والوطني العربي وتفاقم الخطر الصهيوني على مستقبل الأمة العربية مما أضفى عليها طابعا استعماريا وأوحى بأنها تستهدف المساس بأمن الأمة أكثر من كونها لخدمة المصالح الغربية في ضوء متطلبات الحرب الباردة. وزاد ذلك الوضع من حرج الأنظمة الحاكمة وأفقدها القدرة على المناورة الداخلية ، وبدت حريصة للغاية على طمس الطابع العسكري للقواعد ، وإفراغها من أي مضمون قد يجعلها تشكل خطرا على مستقبل البلاد أو أن توظف لخدمة الكيان الصهيوني. وقد تفهمت القوى الغربية هذا الواقع لكنها كانت تتجاهله ، وتعمدت ممارسة الضغوط لاسيما تلك المتعلقة بالدعم العسكري تسليحا وتدريبا أو ببرامج المساعدات المالية والاقتصادية السخية أو بمساندة الأنظمة الحاكمة في المحيط الإقليمي والدولي.