الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ربما يظن البعض أن المبشرين الذين أتوا إلى الشرق قصدوا من وراء مجيئهم نشر الدين على انه هدفهم الاسمي غير أن نشر الدين كان أمرا ثانويا فى جميع الحركات التبشيرية فقد تجد أشخاصا قليلين يمولون حملات تبشيرية على الشرق ثم أفرادا قليلين يأتون فى هذه الحملات لينشروا الدين حبا فى نشره واعتقادا منهم بأنهم يقومون بعمل سام على على أن الكثرة المطلقة من الذين يأتون فيها لا صلة بين أهدافهم الحقيقية وبين الدين الذى يزعمون إنهم جاءوا لنشره. والعالم العربى الذى شجع الإرساليات التبشيرية إنما كان يرمى إلى تحقيق إطماعه فقط فبينما نرى الولايات المتحدة الدولة الاقتصادية قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام دينى نرى فرنسا ، الدولة العلمانية فى بلادها تحمى رجال الدين فى الخارج فإذا كان اليسوعيون المطرودين من فرنسا هم خصوم فرنسا فى الداخل فإنهم أصدقاؤها الحميمين فى مستعمراتها كما أن ايطاليا التى ناصبت الكنيسة العداء كانت تبنى سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان والمبشرين فى الخارج. كثيرا ما استغل الدين لتحقيق أهداف وأغراض شخصية لا تمت إلى الدين بصلة فرأينا الحملات الصليبية التى خرجت من أوروبا فى العصور الوسطى بزعم انها ذاهبة لتحرير بيت المقدس من المسلمين تتوجه إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية معلنة بذلك خروجها عن أهدافها التى تشدق بها الغرب حتى أن المبشرين أنفسهم يقررون أن هذه الحملات لم تكن لإنقاذ القدس من ايدى المسلمين بقدر ما كانت لتدمير الإسلام. |