الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عاشت الأمه الإسلامية فى تيه وضياع بعد أن سيطرت القوات الصليبية على مقدراتها, واستولت على أرضها ومقدساتها, وظل الحال حتى بعث آل زنكى روح الحياة فى الأمة بقياتهم الواعية التى وضعتها على أول طريق الجهاد الذى سار فيه صلاح الدين حاملا الراية من أجل وحدة الامة لتتمكن من تحقيق أهدافها. واستطاع ان يضم أطرافها المتباعدة, ويحرز الإنتصارات المتعاقبة على العدو وأهمها ”حطين” وتحرير بيت المقدس. وإستمرت المعارك بين خلفاء صلاح الدين والقوات الصليبية فى مصر والشام ولا ينسى التاريخ انتصارها على قوات ”لويس التاسع” واثره بالمنصورة. وتركت الحروب المتعاقبة مع الصليبين بصماتها على الحياة- الإجتماعية فى عصر الدولة الأيوبية, واستنفذت الكثير من مواردها المادية التى تعطل بعضها بسبب وجود الرجال القادرين على العمل لزيادة الإنتاج فى ميدان القتال, وتحمل العاملون فى المجالات الإنتاجية المتنوعة أعباء الحروب من معدات قتالية أو مؤن غذائية تكفل للمجاهدين القيام بدورهم لحماية أمتهم. ومع ان الدولة تحملت أعباء النضال وتبعاته فإنها أولت الناحية الفكرية عناية وإهتماما, فعملت على إنشاء المدارس وفتح المنافذ العلمية ورعاية أهل الفكر من الأدباء والعلماء, وتوفير أسباب الحياة المعيشية لهم ليتفرغو لأداء رسالتهم التى شملت فى جانبها التصدى للمذهب الشيعى والقضاء عليه. وبذل المسئولون من بنى أيوب للناحية الدينية تاييدهم المادى والمعنوى فقربوا رجال الدين واحتفوا بهم وقدموا لهم ما يكفيهم من مؤنة الحياة المعيشية, بل حاول بعض رجال الدولة الظهور بالمظهر الدينى حتى ينال حب المجتمع. |