![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأخلاق عند أفلوطين هي أخلاق تضحي بالأدنى (العالم الحسي وخيراته) في سبيل الأعلى والأشرف ، ترمي إلى هدف سامي هو الاتحاد بالإله الأول منبع الخير والقيم ، ومصدر الفضيلة في العالم الدنيوي ، فهي أخلاق ترتبط بالألوهية ارتباطاً وثيقاً ، فلابد أن تستمد الفضيلة من الخير الأول ، وإلا أضحت بلا معني وبلا مضمون . هي أخلاق هجرت الواقع العملي هجراًَ ، وجعلت الانخراط فيه ذنب يبعد الإنسان عن هدفه الأصلي في الحياة ، وينحدر بأخلاق الإنسان ، والعزوف عن الدنيويات هو السبيل الوحيد للارتقاء الخلقي والتحلي بالأخلاق الحقة ، والصعود إلي الملأ الأعلى . وتأتي أهمية هذه الدراسة في أنه في حدود علم الباحثة ليس هناك دراسة فلسفية قصرت موضوعها لدراسة فلسفة أفلوطين الأخلاقية بكل جوانبها . وفي هذه الدراسة قدمنا دراسة للنفس الإنسانية باعتبارها مدخلاً لدراسة الفعل الأخلاقي ، فمهدنا لدراستنا للفعل الأخلاقي عند أفلوطين بدراسة لطبيعة النفس الإنسانية وخلودها ، والعلاقة بين قواها وأثر الانفعالات النفسية على الأخلاق ، مسألة سقوط النفس والخلاص لما لها من أهمية في تحديد حرية الإنسان وأخلاقه في الحياة . ولما كان للدين دوراً هاما في كل فلسفة خلقية ، ولا قيام للأخلاق بدون الدين أو بدون أصولاً ميتافيزيقية ، فقد قدمنا دراسة للعناية الإلهية وأهميتها في فلسـفة أفلوطين الأخلاقية ، ومفهومها ، وعلاقتها بالخير والشر ، وبالإرادة الإنسانية ، وعلاقتها بالقضاء والقدر ، بالإضافة إلى دراسة الخير والشر الوجودي والأخلاقي . وقدمنا دراسة لبعض المفاهيم الأخلاقية عند أفلوطين وهي مفهوم الفضيلة والرذيلة والسعادة واللذة ، وعلاقة اللذة بالخير والسعادة ، والتصور الأفلوطيني للحكيم أو المجتهد . وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة ، وخمسة فصول ، خاتمة . وعرضنا في المقدمة الأهمية لدراسة الموضوع ، الهدف منه ، الصعوبات التي واجهت الباحثة ، والمنهج المستخدم ، وحدود الدراسة . الفصل الأول: (مؤثرات فلسفة أفلوطين الأخلاقية) حاولت الباحثة في هذا الفصل إلقاء الضوء علي أهم المؤثرات في فكر أفلوطين الأخلاقي ، فلقد تكامل المؤثر الشرقي مع اليوناني مع المسيحي في تشكيل فكر أفلوطين الأخلاقي ، فلا نستطيع القول أن أخلاق أفلوطين هي أخلاق يونانية صرفة . الفصل الثاني: (علاقة الأخلاق بالنفس الإنسانية) يلقي هذا الفصل الضوء علي طبيعة النفس الإنسانية وخلودها ، وعلاقة الانفعالات النفسية بالأخلاق ، وتأثير العلاقة بين قوى النفس على الأخلاق ، بالإضافة إلي خطيئة السقوط وإمكانية الخلاص باعتبارها مسألة هامة تخص النفس والأخلاق ، وتخص حرية الإنسان وأخلاقه . الفصل الثالث: (الفعل الأخلاقي عند أفلوطين) يلقي هذا الفصل الضوء علي شروط الفعل الأخلاقي عند أفلوطين من إلزام خلقي داخلي وخارجي ، وحرية إرادة ومسئولية وثواب وعقاب . ولا قيام للفعل الأخلاقي بدون هذه الشروط ، والفعل الأخلاقي هو الركيزة الأولى للأخلاق . الفصل الرابع: (العناية الإلهية بين الخير والشر) يلقي هذا الفصل الضوء على مفهوم العناية الإلهية وأهميتها في فلسفة أفلوطين الأخلاقية وعلاقتها بالخير والشر ، وبالإرادة الإنسانية والقضاء والقدر وموضوع العناية هو موضوع هام ، لأنه يكشف عن العلاقة بين الدين والأخلاق عند أفلوطين ، ويكشف عن أهمية الدين في فلسفته الأخلاقية . الفصل الخامس: (مفهوم الفضيلة والسعادة) حاولت الباحثة في هذا الفصل توضيح بعض المفاهيم الأخلاقية عند أفلوطين مثل موضوع الفضيلة والرذيلة ، وعلاقة الفضيلة بالسعادة ، وعلاقة السعادة باللذة ، ومفهوم اللذة وعلاقتها بالخير ، والتصور الأفلوطيني للحكيم . وجاءت خاتمة البحث متضمنة أهم النتائج وتقييم لأراء أفلوطين الأخلاقية. |