الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد ساعد الفكر الحديث فى زيادة فاعلية الصنعة فكل هذا التنوع فى مدارس الفن لا يمكن أن يتحقق إلا بمقدار من التقنية ، ومهارات الأداء عند الفنانين مرتبطة فى ذلك بالمساحة المستمرة بين التعبير عن الواقع أو تسجيله أو الخروج بعناصر تستند إلى النظام البنائى للعناصر المحيطة والتى أطلق عليها مرحلة التجديد وهى مراحل السيادة الفنية فى القرن العشرين . فكان لزاماً على النحات أن يتخطى حدود المفاهيم التقليدية لفن النحت فى القرن العشرين من مفهوم الكتلة الصلبة المعتمة التى يحيطها الفراغ ، إلى النحت المباشر فى الفراغ باستخدام خامات وتقنيات مستحدثة تمكنه من هذا التفاعل الإبداعى بتلك المفاهيم بذلك لم يعد النحت بالضرورة ثانياً أو صلباً أو مصمتاً ، بل أصبحت العديد من الأعمال النحتية الحديثة متحركة وتصدر الأضواء وتعكسها وتبعث منها الأصوات كما أصبح من الممكن رؤية العمل من الداخل والخارج إلى جانب التداخل بين الفنون الأخرى من العناصر والعمليات التقنية . إن الفنانين المعاصرين فى مختلف الحركات الفنية حاولوا أن يروا العالم بمنظور معاصر ، لإستخلاص جوهر الأشياء أكثر من مجرد إعادة تمثل مظهرها الخارجى للوصول إلى كل جديد ومبتكر ، فحرر النحت من سكونه التقليدى فى أشكال معلقة أدت إلى نوع ممتعاً من النحت الحركى . وبتطور مفهوم التقنية تبعه تغير فى الأساليب الفنية ونتيجة لهذا التطور تطورت المفاهيم التشكيلية فى ضوء مفاهيم الفراغ والحركة والجاذبية الأرضية ، فوظفت التقنية فى الأعمال النحتية الحديثة جمالياً بصورة تكشف عن مضامين تعبيرية جديدة . لقد ساهم العصر الحديث فى أن يعطى للتقنيات والخامات ومهارات الأداء اليدوى والميكانيكى فى ممارسة الفنون التشكيلية مساحة أكبر مما كان مستخدما فى الماضى ، فظهرت اتجاهات ومدارس متنوعة تلعب التقنية والأسلوب والخامات دورا غير مسبوق خاصة فى فن النحت الحديث . والفن التشكيلى ليس إبداعا تعبيريا خالصا لكنه إبداعا يحتاج إلى وسائط يتجسد من خلاله المحتوى التعبيرى وهذه الوسائط ليست خامة التعبير وليست الأدوات والمعدات بمستويات تطورها فقط لكن كل هذه الوسائط فى حاجة ماسة لتحديد مستوى الأداء بها وهنا تدخل دور التقنية كمفهوم يحدد القواعد والأسس التى يجب أن يتحقق بها المستوى المطلوب من الأداء لتنفيذ العمل الفنى . فالتقنية بوصفها وسيط تشكيلى ينتج عنه تنظيم العلاقات بين عناصر العمل الفنى فإنها بذلك تؤثر بدرجة كبيرة فى تحديد قيمة العمل الفنى ، حيث تكتسب العناصر الفنية من خلالها ، هيئة شكلية محددة المعالم وذات دلالات تعبيرية ولولاها لما كان بالإمكان إدراك البناء التشكيلى للعمل الفنى ومن ثم يتعذر إصدار أى حكم قيمى اتجاهه ، فتعتبر القيم التشكيلية والتعبيرية مصدر إحكام القيمة فى الأعمال الفنية حيث أنها تمثل الخصائص التشكيلية ودلالاتها التعبيرية وتنتج عن طبيعة التنظيم الذى يقوم به الفنان من خلال استخدامه لبعض التقنيات بهدف التعبير عن قيمة جمالية . |