Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التناص فى لزوميات ابى العلاء المعرى :
المؤلف
حجازى، احمد السيد احمد.
الموضوع
الشعر العربى دراسة ونقد.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
208 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 166

from 166

المستخلص

فقد نشأ فيلسوف الشعر العربي ” أبو العلاء المعرى ” فى ظروف اجتماعية وسياسية ونفسية معينة ، شكّلت بلا شك تفكيره ،وكانت بمثابة العمود الفقرى لإبداعه ، وظلت جذور هذه الظروف ممتدة في كل مراحله الشعرية والنثرية، مع ما تتميز به كل مرحلة من ملامح خاصة أو تطور . ومن السمات الواضحة في شعر ” أبى العلاء ” خصوصية توظيفه للتراث بمصادره المختلفة منذ دواوينه الشعرية الأولى ،وحتى ديوانه الضخم ” اللزوميات ” الذي يحتوى على 10763 ( عشرة آلاف وسبعمائة وثلاث وستين ) بيتاً وردت في 1593 ( ألف وخمسمائة وثلاث وتسعين ) قصيدة ومقطوعة ( ) ، كتبه في مرحلة العزلة وهى أخصب مراحل حياته إنتاجاً وإبداعاً ونضجاً للفكر واستواء للمعتقدات . فكانت ”اللزوميات” بحق زفرات ساخنة لعالم ومفكر وشاعر وفيلسوف .
وأبو العلاء لم يخترع اللزوميات ، وإنما أجاد صناعتها بانياً بنيانها على أساس وضعه سابقوه من الشعراء ،ورد في شعرهم لزوم ما لا يلزم ، وإن كان نادراً وقليلاً وقد اعترف بذلك أبو العلاء وأوضح في لزومياته أنه يحاكى ” كثير عزة ”( ) ، ولقد استطاع أبو العلاء بلا شك توظيف التراث بمصادره المختلفة الديني والفلسفي والأدبي والشعبي فى ديوان اللزوميات ، لأنه أيقن بأن التراث خير معبر عما يجيش في صدره من مشاعر الألم والحزن لمصير البشر، ووجد أن توظيف التراث يحقق له التواصل مع ماضى الأمة من جهة ، والاقتراب من وجدان الناس في عصره من جهة ثانية ، لما يحمله التراث من أمان في وجدان كل أمة .
ومما لا شك فيه أن أبا العلاء استمد من معطيات النصوص التراثية وتجارب الشعراء السابقين، ما يتناسب مع رؤيته لواقعه بكل ما يحمله من تناقضات ، كما ساعدت هذه المعطيات التراثية على تعميق الموروث الأدبي الذي أفضى به إلى رؤيا تشكيلية جديدة ، جعلت من لزومياته رغم استنادها إلى أصوات التراث الأدبي تفارقه ، وتحمل في ثناياها خصوصية التفرد ، وسبق الإبداع وشمولية الدلالة .
وأبو العلاء عندما وظف التراث في لزومياته ، كان يقصد الكشف عما في هذا التراث من دلالات ايحائية ، وتفجير قدرات تعبيرية جديدة في هذه العناصر ، بحيث ترتد هذه العناصر التراثية أكثر غنى وحيوية وتجدداً وقدرة على البقاء .
وعلى ذلك فيتمثل موضوع هذه الدراسة في إعادة قراءة شعر ” اللزوميات ” ابتداء من النص الشعري ذاته في علاقته بالنصوص التراثية ” دينية كانت أو فلسفية أو أدبية أو شعبية ” ، والانطلاق منها إلى فضاء النص ، وما يتشكل به من علاقات وتجسيد لرؤية الشاعر ، والكشف عن مصادر نسيجه الفكري .
ويرجع السبب في اختياري لهذا الموضوع لعدة محاور أساسية تتمثل في :
- المحور الأول : الإعجاب الشديد بفيلسوف الشعر العربي – أبى العلاء المعري – الذي استطاع بعبقريته الفنية الفذة ، وبعقله اللماح الذكي ، وثقافته الواسعة العميقة ، أن يطوع الشعر العربي للفلسفة ، وأن يثبت قدرته على التعبير عن أدق الآراء الفلسفية وأعمقها رغم كل القيود، واللوازم التي فرضها على نفسه وألزمها بها .
- المحور الثانى : دراسة مفهوم التناص وما يتميز به عن غيره من المفاهيم النقدية الأخرى، وتطبيقه على ديوان ” اللزوميات ” لنعثر من خلاله على الخيط الرفيع الذى يصل بين الشاعر ومصادره التراثية التى استقى منها شاعريته .
- المحور الثالث : التعرف على الأساليب والطرائق التي حقق من خلالها أبو العلاء اتصاله بمصادره التراثية ، وانفصاله عنها واستلهامه لها ، وعمله خارجها ، و إدراك الأسباب التي جعلته لصيقا بتراثه عاجزاً عن مغادرته ، ولتفتح لنا أبواباً جديدة لفهم الفكر العلائى المتأمل .
- المحور الرابع : ولما كان النص الشعري – حسب مفهوم التناص – شبكة من الاقتباسات ، وفضاء متعدد الأبعاد ، فهذا يعنى أنه محكوم بالقواعد مع نصوص سابقة ، ينفتح الشاعر من خلالها على الذاكرة البشرية وفق مجموعة من القوانين التي تتحدد بها طبيعة العلاقة بين الطرفين قوة وضعفاً ، أو عمقاً وقشوراً ، وتتمثل هذه القوانين في طبيعة توظيف مساحة التناص وآلياته وتقنياته إلى جسد القصيدة، وقد اتضحت هذه القوانين بصورة جلية في ديوان ” اللزوميات ”.
فقد يكون أنسب مدخل لقراءة شعر ” اللزوميات ” إنما يبدأ من هذه الزاوية ، حيث أن ”التناص” هو السبيل الأفضل والإناء الأوسع لدراسة أية نص شعرى ؛ لأنه يتميز بالشمولية.
وبالتالى يكون الهدف من هذه الدراسة اكتشاف مداخل جديدة تساعد على فتح العالم الشعري عند أبى العلاء، ويعتبر هذا من ناحية أخرى محاولة جديدة في مجال الدراسات النصية وتطبيقاً جديداً لها ، كما تعتبر هذه الدراسة إضافة جديدة للدراسات التي تناولت هذا الشاعر.
وقد تمثلت الدراسات – السابقة – التي دارت حول لزوميات ”أبى العلاء” في :
أولاً: دراسات تناولت اللزوميات مع غيرها من إبداعات المعرى الشعرية ومنها :
1ـ ” تجديد ذكرى أبى العلاء ـ صوت أبى العلاء ـ مع أبى العلاء فى سجنه ” وهى مؤلفات لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين .
2ـ ” الفكر والفن فى شعر أبى العلاء المعرى ، رؤية نقدية عصرية للتراث ” للدكتور صالح حسن اليظى .
3ـ ” رأى فى أبى العلاء ” للدكتور أمين الخولى ” .
4ـ فى صحبة أبى العلاء بين التمرد والانتماء ” للدكتور كامل سعفان .
5ـ ” أبو العلاء ناقد المجتمع ” للدكتور زكى المحاسنى .
6ـ ” أبو العلاء المعرى ” للأستاذ أحمد تيمور باشا .
7ـ ” مع أبى العلاء فى رحلة حياته ” للدكتورة عائشة بنت الشاطىء .
8 ـ ” أبو العلاء المعرى من التمرد إلى العدمية ” د . عبيد البريكى .
ثانياً : أهم الدراسات التى تناولت الجانب الفكرى والموضوعى فى اللزوميات :
1ـ ”المعرى فى فكره وسخريته” للدكتور عدنان عبيد العلى .
2ـ ”النقد الاجتماعى فى أثار أبى العلاء المعرى ” للدكتور يسرى سلامه .
3ـ ”قضايا العصر فى أدب أبى العلاء المعرى” للدكتور عبد القادر زيدان .
ثالثاً: أهم الدراسات الجامعية التى اهتمت بدراسة اللزوميات هى خمس دراسات:
الأولى : ”أبو العلاء ولزومياته” للدكتور كمال اليازجى وقد نال بها درجة الماجستير عام 1944م ، وصدرت طبعته الأولى عام 1988 م ، عن دار الجيل بيروت ، تناول فيها سيرة حياة الرجل ، تعقب روايات الديوان ومصادره ، وأهم القضايا المثاره فيه ، ثم دراسة بعض الظواهر الفنية مثل الخصائص اللفظية والمعنوية .
الثانية : ” لزوميات أبى العلاء رؤية بلاغية نقدية ” للدكتور ابراهيم محمد عبد الله الخولى ، وهو من إصدار الشركة العربية للطباعة عام 1993 م عالج فيها ثلاث قضايا :
1ـ هل لزوم ما لا يلزم اختراع علائى ؟
2 ـ ما التفسير لتكلف أبى العلاء كلفة الثلاث فى الزوميات .
3ـ أثر هذه الكُلف على شعره فى اللزوميات .
الثالثة : رسالة دكتوراه للباحث ” خليل إبراهيم أبو ذياب بعنوان ” النزعة الفكرية في اللزوميات ” : دراسة موضوعية وفنية ونال عنها درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة سلك في هذه الدراسة منهجاً علمياً يعتمد على الدراسة الواعية المستقصية لأقوال أبى العلاء في هذا الديوان وجاءت الدراسة الموضوعية لتعالج البعد الفكري أو النزعة الفكرية في اللزوميات .
الرابعة : رسالة دكتوراه للباحث ” فرج السيد راغب مندور بعنوان: ” لزوميات أبى العلاء وآثارها في الشعر العربي” ونال عنها درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر ، كلية اللغة العربية.
الخامسة : رسالة دكتوراه للباحث / مصطفى يس السيد السعدنى بعنوان ”البناء اللفظي في لزوميات المعرى” ونال عنها درجة الدكتوراه من جامعة الزقازيق ـ فرع بنها، وتناول فيها مصادر الثروة اللفظية في ديوان اللزوميات .
الدراسات الأخرى : ومنها ما ينتمي لبعض المقالات والأبحاث المنشورة في المجلات، خاصة الأعداد التي نشرت عن الشاعر بمناسبة ذكراه الألفية بالهلال والأديب، وكان أكثر اعتمادنا على ما كتبه الدكتور طه حسين في ”ذكرى أبى العلاء” ، ”مع أبى العلاء في سجنه” ،”صوت أبى العلاء” ، وبنت الشاطئ في ”الحياة الإنسانية في شعر أبى العلاء” ، وكتابها عن أبى العلاء الذي صدر ضمن سلسلة أعلام العرب والدكتور يوسف خليف في ”تاريخ الشعر في العصر العباسي” ، وصالح حسن اليظى في : ” الفكر والفن في شعر أبى العلاء ” ، إلى جانب العدد الخاص عن أبى العلاء في مجلة الأديب البيروتية التي ألقت الضوء على أبى العلاء وشعره وفلسفته ونثره ، وأذكر منها على سبيل الإشارة لا الحصر ” عزلة أبى العلاء” ، ”مأساة الوجود عند أبى العلاء ” ، ” أصول الفلسفة العلائية الجديدة ” ، ولن أنسى الإشارة إلى إفادتى مما كتبه بعض المستشرقين ؛ أمثال ” نيكلسون ” في: ”دائرة المعارف الإسلامية” و”مرجليوس” في : ” مقدمة رسائل أبى العلاء ”.
وهناك مصادر تناولت عصر أبى العلاء كتاريخ ابن الأثير ، وتاريخ ” حلب ” لابن العديم ، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي ، وغيرها إلى جانب كتب التراجم التي احتواها كتاب ”تعريف القدماء لأبى العلاء” . أما هذه الدراسة فنطمح لها أن تستوعب ” مسألة التناص في لزوميات المعرى ” ، وجدلية النصوص المتقاطعة في فضاء النص، والتى تسهم في إنتاج الدلالة الشعرية عند أبى العلاء بداية وجود النص ” الديني والفلسفي والأدبي والشعبي ” في نسيج الخطاب الشعري وديناميات التعامل مع الخطاب الديني ،والفلسفي ،والأدبي ،والشعبي ، وانتهاء بمدى إسهام هذا الخطاب في بناء خطابه الشعري .
أما عن الصعوبات التـي واجهتنا أثناء البحث فمن أهمها :
- الإشكالات الخاصة بالمصطلحات المختلفة مثل ” النص - العمل الأدبي – التناص – التناصية – البينصية ... الخ.
- التناص الديني والفلسفي لكونه يعتبر منطقة لها بعض الخصوصية ، لما تحوى من تعامل مباشر مع النصوص الدينية المقدسة،وتفسيرها وتأويلها وكيفيات توظيفها.
- قلة المراجع المتعلقة بهذا الموضوع – التناص – حيث أن هذا المجال من الدراسات النصية ما زالت له بكارته ،وهو بالرغم من إغرائه للباحثين فإنه لم يزل لا يحتوى على القدر الكافي من الدراسات العربية الخالصة ، إلا مجموعة من الدراسات التي قام بها بعض الأساتذة ، مثل الناقد المغربي ” محمد بنيس ” في كتابه ” ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب العربي ” حيث قام بترجمة المصطلح التناص وأسماه ” التداخل النصي ” ، وقد تبنى ما ذهب إليه ” جينت ” من استحضار النص الغائب المشارك في الممارسة النصية ، والناقد المغربي الثاني ” محمد مفتاح ” الذي درس الاجتهادات التعريفية للتناص وبحثان للدكتور محمد عبد المطلب الأول بعنوان ” التناص عند عبد القاهر الجرجاني ” والثاني عن ” التناص القرآني في ديوان ” أنت واحدها ” للشاعر محمد عفيفي مطر وقد اهتم البحثان بالمنهج التطبيقي الإجرائي الذي يقوم على الرصد والإحصاء، ودراسة للدكتور/ مصطفى السعدنى بعنوان ” التناص قراءة أخرى لقضية السرقات ، ودراسة للدكتور أحمد مجاهد في كتابه ” أشكال التناص الشعري ” ، ودراسات أخرى للدكتور ” نصر حامد أبو زيد ” ، والدكتور ” جابر عصفور ” ، والدكتور ”صلاح فضل” ، والدكتور ”صبرى حافظ ” ، والدكتور ”على عشري زايد ” ، وغيرهم ممن كانت كتاباتهم بمثابة المصابيح المضيئة على الطريق أثناء البحث .
ولعل من الملاحظ على هذه الدراسات علبتها فى الاتجاه النظرى أكثر منها على الاتجاه التطبيقي ، كما ربط بعض النقاد بين مفهوم التناص وقضية السرقات الشعرية لدرجة أنهم جعلوا التناص وقضية السرقات وجهان لعملة واحدة ، بجانب الكتابات الخاصة بالكتّاب المغاربة ،والتى احتوت كتاباتهم على ترجمات كثيرة لكتب النقد الفرنسية والأجنبية ، والتى أحدثت نوعا من اللبس في التطبيق ولكن بالرجوع إلى نقدنا العربي القديم الذي يمت للحاضر بالكثير بل وإن الحاضر نفسه يدين للماضي بالكثير ، فقد ساعدتنا الدراسات القديمة لـ ”عبد القاهر الجرجاني ” و ” أبى هلال العسكري ” وغيرهم في التغلب على هذه المسألة .
أما عن الإشكال الخاص بالتناص الديني ، ومشروعية توظيفه شعرياً ، وجدنا له جذوراً ممتدةً عند شعراء العرب منذ ”حسان بن ثابت ” و ”عبد الله بن رواحة ” و ”عبد الله بن الزبعرى ” وغيرهم من شعراء الإسلام ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحسن هذا التيار ويشجعه ، وقد استمر الشعراء و علماء الدين إلى يومنا هذا يستمدون لنصوصهم فضاءات وأنسجة من النص القرآني ، وعلى رأسهم الشيخ ”محمد متولي الشعراوي” رحمه الله .
وإنما مسألة توظيف القرآن وإلى أى مدى يحتفظ الشاعر للقرآن بقدسيته ؟ فوجدنا الإجابات الشافية عند علماء الدين و مفكري الإسلام ، أمثال د. مصطفى الشكعة والدكتور خالد فهمي والدكتور الطاهر مكي وغيرهم والذين أجازوا جميعاً الاقتباس من القرآن الكريم ، ولكن بشرط وضع المقتبس من القرآن الكريم بين علامتي ” تنصيص ”، كما لا بد من انسجام الآية مع البيت الشعري .
ونحن الآن في حاجة ماسة لإعادة فتح باب البحث والدراسة للنصوص التراثية وخاصة القرآنية في ظل ظروف هذا العصر القابل لفقدان الهوية ، و الذي تتصارع فيه التيارات الفكرية ، وتداخل الثقافات كما أن لغتنا العربية في احتياج قوى لإعادة التمسك بالتراث ومناقشته وتأويله .
وفى إطار ما تقدم وسعيا لما يلي فقد جعلنا البحث في أربعة فصول ، فضلاً عن المقدمة والخاتمة .
- الفصل الأول : وهو فصل نظري بعنوان ” التناص بين النشأة والمفهوم ” حاولت من خلاله طرح بعض المفاهيم للمصطلحات المستخدمة ، والتأسيس لها باعتبارها مادة هامة في البحث من خلالها يمكن الدخول لعالم أبى العلاء الشعرى ، فجرى الحديث عن تعريف التناص ونشأته ، والمرتكزات التي تؤسس لنا مفهوم التناص ، وكيفية الإفادة من التناص في إطار التجربة الشعرية ودور التناص بأشكاله ومواده المختلفة في صوغ نصوص شعرية عربية حديثة تحقق لنا الآمال والطموحات ، وتربط بعقلانية بين الماضي والحاضر ، ثم جرى الحديث عن أشكال التناص ، والنص وفق مفهوم التناص، وروح المفهوم وتمايزه عن غيره من المفاهيم ، ثم عقد مقارنات بين التناص وبعض المصطلحات النقدية الأخرى ، ثم جرى الحديث عن الذاكرة الشعرية عند أبى العلاء وعلاقته بالتراث .
وقد خلصت من ذلك كله إلى نتائج محددة آمل أن تكون قد فضت الاشتباك المعرفي أو الدلالي بين هذه المصطلحات الأدبية .
- الفصل الثاني : وهو فصل تطبيقي بعنوان ” التناص الديني والفلسفي في لزوميات المعرى ” بدأته بمقدمة قصيرة بيّنت فيها علاقة الشعر بالدين ، ورأى رجال الدين في قضية الاقتباس من القرآن الكريم ، ورأى الشرع في ذلك .
وتناولت بعد ذلك التناص الإسلامي ، وتم تناول ذلك من خلال ثلاثة محاور أساسية، التناص اللفظي القرآني – التناص القرآني عن طريق استلهام المعاني والصور والقصص القرآنية – التناص السلبي القرآني ،ثم جرى الحديث عن التناص مع الحديث الشريف ، ثم الحديث عن التناص الفلسفي وتناولت من خلاله الشعر وتطويعه للفلسفة في عصر أبى العلاء، ثم تناولت من خلاله عدداً من القضايا الفلسفية مثل قضية الروح والجسد ، وقضية القضاء والقدر، و فلسفة أبى العلاء الإلهية .
- الفصل الثالث : فصل تطبيقي بعنوان ”التناص الأدبي في لزوميات المعرى” وبدأت هذا الفصل بمقدمة قصيرة بيّنت من خلالها علاقة الشعر بالأدب ، ثم ناقشت من خلال هذا الفصل توظيف الشخصيات التراثية، وتم ذلك عن طريق ثلاثة محاور الأول : توظيف الشخصية التراثية عن طريق استدعاء صفة من صفاتها ، الثاني : توظيف الشخصية التراثية عن طريق حدث هام في حياة هذه الشخصية ،الثالث : توظيف الشخصية التراثية عن طريق آلية العلم بصوره الثلاث ” المباشر واللقب والكنية ” ، ثم تناولت بعد ذلك التناص ومصطلحات العلوم في لزوميات المعرى، كعلم النحو، وعلم الصرف ، وعلم العروض ، والمعجم اللغوي ، وعلم البديع وتضافرت جميعها على إنتاج دلالات انفتح شاعرنا من خلالها على آفاق النصوص الغائبة. كما جعلت النص الشعري في اللزوميات ملتصقا بدم الشعب وحياته اليومية ولغته الفطرية التي ينطق بها في كلامه اليومي .
- الفصل الرابع : فصل تطبيقي بعنوان ” التناص الشعبي في لزوميات المعرى ” فقد قدّمت له بمقدمة قصيرة بينت فيها علاقة الشعر بالأدب الشعبي مناقشاً في هذا الفصل التناص الأسطوري وعلاقة الشعر بالأساطير، وبينت فيه الأصل الاشتقاقي للأسطورة ، ونشأتها وماهيتها، ووظيفتها، وتناولت بعض الأساطير التي قام أبو العلاء بتوظيفها ثم تناولت بعد ذلك المثل الشعبي ، ثم العادات والتقاليد ثم الخرافات والقصص والمعتقدات الشعبية ثم الحكم والأقوال المأثورة .
وأفردت لكل فرع من فروع الأدب الشعبي عناوين فرعية تناولت من خلالها الحكايات الخرافية والتعاويذ والعرافة وأمثال القيم الأخلاقية ، وقد تضافرت كل هذه الموضوعات مع بعضها البعض للتعبير عن الضميرين الفردي والجماعي ، وعما توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل ، مما جعل النص الشعري في اللزوميات جزءاً من كيان الأمة وهويتها القومية ووجودها الحضاري ، كما جعلها ذات حضور في الذاكرة الجماعية باعتبارها انعكاساً اجتماعياً وجمالياً.
أما الخاتمة فقد بينت فيها أهم نتائج البحث :
فلا يسعني في النهاية إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان لأستاذي الدكتور / يحيى خاطر الذي أمدني من علمه الوافر وخاصة من خلال توجيهاته وآرائه وتفضله بالإشراف على هذا البحث ، وتتبعه جنيناً حتى استوى على هذه الصورة .