الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الجريمة ظاهرة إنسانية لازمت المجتمعات البشرية منذ أقدم العصور وبالرغم من أهميتها في دراسات التاريخ الإجتماعي إلا أن المكتبة التاريخية في حقل التاريخ الإسلامي تفتقر إلى وجود أية دراسة فيها ، وهو الأمر الذي دفع لدراستها مقترنة بما يترتب عليها من جزاءات أو عقوبات تطبيقا على بلاد العراق مركز الدول الإسلامية ومقر الخلافة العباسية وفي فترة زمنية مزدحمة بالإضطرابات السياسية والإجتماعية.وقد تناولت الدراسة الدوافع المختلفة التي أدت إلى إستفحال النشاط الإجرامي في بلاد العراق . ورصد الجرائم بمختلف أنواعها وصورها وأشكالها ، كما اهتم البحث بدراسة السياسات التي إتبعت في فترة البحث لمواجهة الجريمة، كماتعرضت الدراسةلبحث العقوبات والأساليب المتنوعة لتنفيذها. وقد إنتهت الدراسة إلى أن دراسة الجريمة والعقوبة على قدر كبير من الأهمية، وأن الجريمة تعتبر مدخلا مهما لدراسة التاريخ الإجتماعي. وأثبت البحث أن بلاد العراق شهدت خلال عصري نفوذ الأتراك والبويهيين زيادة في حجم الإجرام وتنوعه بصورة لم يشهدها التاريخ الإسلامي من قبل، وأن ذلك يرجع إلى تضافر دوافع متعددة سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية وغيرها وهى دوافع ساعدت على بذر الجريمة ونموها وإنتشارها في بلاد العراق الأمر الذي دفع الدولة العباسية بجميع نظمهاوفئاتها الإجتماعية إلى إتباع سياسة مواجهة شاملة ضد الجريمة سارت على محورين أحدهما وقائي لوأد الجريمة في مهدها ، وثانيهما يقوم على المكافحة المباشرة للجريمة بعد حدوثها . وهذه السياسة نجحت إلى حد ما في التقليل من حدة تيار الجريمة إلا أنها لم تنجح تماما في القضاء عليه . |